محمد بركة

الدين فى خدمة الدعاية السياسية!

الخميس، 24 مارس 2011 07:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أى كلام أو سلام، أرفض وأدعو كل الوطنيين الشرفاء إلى رفض واستنكار بعض النكت السخيفة، والمقولات الاستطرافية الفجة التى تبناها حزب "الثورة المضادة"، وأطلقها على الفيس بوك وتويتر والموبايلات عقب نتيجة الاستفتاء مباشرة ومنها:

- الرئيس خيرت الشاطر يستقبل أسامة بن لادن، فى مطار الفسطاط.
- جهز بنطلونك القصير وجلابيتك القصيرة والمايوه الشرعى، وصرة الدنانير واطلع على مارينا.. مبروك السلفيون استلموا الحكم!

مثل هذه السخرية الموجهة بالأساس إلى الإخوان والتيار السلفى تعد هزلاً فى موضع الجد، وتضرب كرسى فى كلوب فرحتنا بالاستفتاء، رغم أننى كنت واحداً ممن صوتوا بـ "لا"!

• هل ضحك علينا "الإخوة" فى التيار الإسلامى؟ أرجو أن يتسع صدرهم لهذا العتاب، فنحن الذين طالما طالبنا – قبل 25 يناير – بأهمية استيعاب التيار الإسلامى – وعلى رأسه الإخوان – فى النسيج الوطنى، ومنحه حرية العمل السياسى، والكف عن ملاحقته أمنياً، ولم نكن نتوقع أن يرد لنا "الإخوة" الجميل بهذا الشكل! أتوبيسات تنقل المؤيديين، وشنط سكر وزيت وخطب جمعة ولافتات وإعلانات مدفوعة الأجر تؤكد أن التصويت بـ "نعم" واجب شرعى! لابد للمجلس العسكرى من سرعة إصدار قانون يحظر استخدام دور العبادة والشعارات الدينية فى الدعاية السياسية، كما لابد من وجود نص فى الإعلان الدستورى ثم الدستور الجديد يؤكد على الطابع المدنى للدولة المصرية، التى نريدها وطناً حراً، فيه يستوى المسلمون والمسيحيون، ويتسع للخلاف السياسى بين كافة الفصائل والقوى.

• يبدو أن بعض القوى الإسلامية لا تزال متأثرة بتراث القمع والمطاردة الذى عانت منه كثيراً، ولم تستوعب بعد أن المناخ تغير، وأن الديمقراطية تعنى فى جوهرها الاختيار الحر القائم على تكافؤ الفرص، ولذا حين يتم توظيف منابر المساجد وآيات القرآن فى الدعاية السياسية فأنت تصادر على حق الآخرين – مرشحين وناخبين – فى الاختيار الحر وتضع الجميع فى حرج بالغ، وتفرغ العملية الديمقراطية من مضمونها.. والأسوأ أنك تستبدل ديكتاتورية العسكر بديكتاتورية المشايخ!

• نفس هذا الكلام ينطبق – بحذافيره – على الإخوة الأقباط، فهؤلاء إن وجدوا أن خطبة الجمعة أصبحت رأس الحربة فى الدعاية للتيار الإسلامى، فلن يكون أمامهم سوى "قداس الأحد"، وهكذا سيرتفع الآذان مؤيدا لمرشح، بينما تدق الأجراس لصالح مرشح منافس، وساعتها سيشمت فينا مبارك، ويحق فينا قول أحمد نظيف: "الشعب لم ينضج بعد للديمقراطية"!

• أرجو من الإخوة والأصدقاء من الإخوان والسلفيين ألا يسارعوا ويقولوا: "هذا كلام العلمانيين"! وأن يحاولوا التخلص من فكرة أن من ليس معنا فهو ضدنا، فقد يكون الفرد "ملتزماً" دينياً ومع ذلك يختلف معك فى الرؤية السياسية، والأهم أنه يخشى على ثوب الحرية الأبيض من شوائب سوداء!

• وبالمناسبة أى انتصار سياسى سيحققه التيار الإسلامى فى ظل حظر توظيف المساجد، والشعارات الدينية فى الدعاية السياسية، سيحظى بمصداقية أكبر، كما أن وجود نصوص دستورية جامعة مانعة تحفظ للدولة المصرية طابعها المدنى، وتبعد عن الجميع شبح تحولها إلى دولة دينية، سيجعلنى أنا شخصياً أرحب بوصول الإخوان للحكم، عبر الأغلبية البرلمانية على غرار "العدالة والتنمية" فى تركيا، وليس على غرار "حماس" فى غزة!

• الطابع المدنى للدولة المصرية – من وجهة نظرى المتواضعة – لا يتناقض مع حقيقة أن التدين يمثل لنا جميعاً – مسلمين ومسيحيين – حقيقة تسكن وجداننا، وملمحاً فطرياً يشكل هويتنا، وبالتالى لا أتصور – مثلاً – وجود قانون ينادى بحقوق الشواذ فى مصر على غرار الغرب، وإنما هذا الطابع المدنى يعنى حرية العمل السياسى للجميع دون وصاية دينية من أحد، حتى فى حالة تحقيق أغلبية برلمانية أو الوصول لرئاسة الجمهورية، نظل جميعاً ملتزمين بالنظام العام والدستور المدنى الذى ارتضاه الشعب وأقرته البلاد والعباد!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة