د. جمال نصار

مصر الجديدة

الأربعاء، 23 مارس 2011 07:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن الثورة المصرية الحديثة فى 25 يناير أحدثت نقلة نوعية كبيرة فى تغيير صورة مصر على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، فقد أنقذت هذه الثورة البلاد من نظام فاسد مستبد، لكن الأهم، أنها أنقذتها من السيناريو الأسوأ الذى طالما حذرنا منه على مدى سنوات، سيناريو الفوضى الاجتماعية الشاملة التى تحصد فى طريقها الأخضر واليابس.

وهذه الثورة قامت دفاعًا عن الدولة التى تآكلت أركانها وتهاوت دعائمها بفعل نظام فاسد مترهل، وهى بما رفعته من مطالب، إنما استهدفت استعادة الدولة المصرية من خاطفيها، وبناء دولة عصرية قوامها الحرية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون.

وهذا التحول من منظومة الفساد والاستبداد إلى عالم رحب نتنسم فيه نسيم الحرية، ونتعقب فيه المفسدين؛ لأمرٌ حتمى فى هذه المرحلة لبناء دولة مصرية حديثة، يحتاج منّا جميعًا أن نتقارب ونتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، من أجل هذا الهدف النبيل، ولأن مطالب هذه الثورة كانت صادقة ومُعبِّرة عن أشواق حقيقية وآمال وطموح جموع المصريين، التف حولها الجميع، وتدافعت إلى نصرتها مختلف الشرائح الاجتماعية والأعمار السِنية والقوى السياسية مسلمين ومسيحيين، وتجاوب معها الملايين فى جميع أنحاء مصر، من الصعيد إلى السلوم، واستفادت ثورة الشباب من هذا الزخم المُبهر، فرفعت سقف مطالبها يومًا بعد آخر، وتحدت سطوة النظام وغشامته، وقابلت عناده بعناد أشد، حتى حققت مطلبها الأول برحيل رأس النظام الفاسد المستبد، ومازالت مُصرة على تحقيق كامل مطالبها بالطرق السلمية المشروعة.

أقول هذا لننتقل بعد ذلك إلى مرحلة البناء الفعَّال المُثمر، وهذا يحتاج إلى جهد جهيد وعمل متواصل، وكما يقول الشيخ الشعراوى "إن الثائر الحق هو الذى يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبنى الأمجاد"، فالمرحلة ما بين قيام الثورة، وبناء الدولة الحديثة مرحلة مهمة وخطيرة، ولابد أن نساهم جميعًا - مسلمين ومسيحيين ليبراليين وإخوان مسلمين، وكل أطياف المجتمع المدنى حتى رجل الشارع العادى - فى تخطى هذه المرحلة الانتقالية بسهولة ويُسر، لأن لكل ثورة أعداء يحاولون خطف ثمارها، وتحويلها إلى ركام باستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، فعلينا أن نعى ذلك جيدًا ولا نترك فرصة للمفسديد ولا لأنصار المفسدين أن يحولوا الثورة إلى نقمة.. ومن هذا المنطلق أحاول مع فريق عمل تليفزيونى بإحدى الفضائيات إعداد برنامج جديد بعنوان "مصر الجديدة" حوار فى حب مصر، لكى نساهم بشكل أو بآخر فى بناء مصر الحديثة، التى نسعى إليها جميعًا، مساهمة منّا ومحاولة جادة فى السير نحو المستقبل الذى يحقق طموحات وآمال الشعب المصرى العظيم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة