د. أشرف بلبع

مخاوف وتساؤلات

الأربعاء، 23 مارس 2011 07:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد وضحت تماما محاور الحركة فى الحراك السياسى الذى صاحب الاستفتاء الأخير، هناك أسئلة حرجة وهناك جرح لابد أن يفتح وينظف عمقه من سوء الفهم لتلتئم جوانبه على توافق.

هناك جبهتان تكتلت فيهما أصوات المصريين، الأولى جبهة نعم وتكتل فيها كل من استجاب لدعوة التيار ذو الخلفية الدينية فى العمل العام بكل فصائله كما تكتل فيها كل من استفذته حالة عدم الاستقرار، بالإضافة إلى كل من كان هواة أو مصلحته مع النظام السابق وحزبه الوطنى، أما جبهة لا فتكتل فيها معظم الثوار وأنصار التغيير والدولة المدنية بالإضافة لأغلبية المصريين المسيحيين.

الرؤية التحليلية للمشهد تشد الانتباه نحو الاستقطاب الرئيسى فيه ولم يكن سياسيا كما ظن معظم الثوار وأنصار تيار التغيير، لقد تمحور هذا الاستقطاب حول المادة الثانية للدستور التى تتناول الشريعة الإسلامية كالمصدر الرئيسى للتشريع.

باعتبارى مسلما متدينا من خارج التيار الدينى وأعتز فى الوقت نفسه بعلاقة يملؤها الود والاحترام مع رموز من جماعة الإخوان المسلمين وباعتبارى أيضا من أنصار الدولة المدنية بكل ما يحمل معناها من قيم المواطنة والعدل والمساواة فى الحقوق بين كل أبناء الشعب الواحد والارتكاز على معيار الكفاءة وحدة فى تولى المسئولية، فإنه يصح لى أن أعلن عما استشعره من ضرورة حرجة لفتح حوار مجتمعى شفاف حول المعنى المحدد للمادة الثانية للدستور ومردوداتها الدستورية والقانونية والعملية على حياة المصريين ولابد أيضا وبمنتهى الشفافية من طرح مخاوف المسيحيين منهم من بقائها و بالمثل مخاوف التيار الدينى المعتدل من فقدانها، لابد من إجابات محددة على هذه المخاوف وعلى تساؤلات باقى المصريين من غير الفريقين حول الحريات العامة والخاصة فى ظل هذه المادة.

ليس هناك شك فى أهمية المكاشفة والحوار العلمى الهادئ والمخلص حول كل المخاوف والتساؤلات لدى كل الأطراف المجتمعية المتشاركة فى هذه القضية للوصول لأرضية التوافق التى عليها فقط ستنبنى نهضتنا كشعب.

أطرح هذه الدعوة على القراء المحترمين لمشاركة هادئة ولكن صريحة جدا، يتشارك فيها بالتعليق كل ذى فكر وكل صاحب رؤية حولها وإحساس مخلص من القلب.

هذة الدعوة والمشاركة التى ستنبنى عليها ستثرى حوارا مجتمعيا يسلط الضوء على مفاهيم تغيب فى ضباب عدم التحديد وخاصة ما يخص الثوابت على وجه التحديد فى الشريعة الإسلامية ويكشف بدون مداراة المخاوف من كل الأطراف المتشاركة فى وطن واحد أمام بعضها البعض ليتم مخاطبتها بدون مواربة.

هدف هذه الدعوة هو بناء أرضية التوافق الحرجة لشعب واحد فى وطن واحد من خلال مصارحة هادئة ومنطقية وشفافة، بدون أرضية التوافق كيف لكى أن تنهضى يا مصر.

فلندعو جميعا لها ولنخلص.

* أستاذ بطب القاهرة





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة