تشق معركة بناء مصر بعد ثورة 25 يناير طريقها إلى النجاح، كلما كان هناك أفق واسع للمبادرات الفردية الهامة، والتفات المسئولين باهتمام إليها، ويزداد الأمل كلما كان هناك مسئولون يعملون بقاعدة أن النجاح يصنعه المجموعة، وأن القمة تتسع للجميع بالكفاءة والإخلاص فى العطاء.
يعد هذا الكلام بديهيا فى معارك البناء، وأقوله بمناسبة ما ذكره رجل الأعمال والكاتب المتألق الدكتور محمود عمارة فى مقاله
بـ"المصرى اليوم" أمس الأول الاثنين، والذى كشف فيه عن مجموعة من الخطوات تستهدف ربط المصريين فى الخارج بوطنهم مصر، وجاءت هذه الخطوات بعد اتصال من الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، معه يطالبه بالتعاون والمشاركة، وتلى ذلك إسناد الدكتور أحمد البرعى، وزير القوى العاملة، له إليه ملف "المصريين فى الخارج"، وكان شرط عمارة للوزير أن يؤدى عمله بلا مقابل، وبلا مسمى وظيفى.
وفى خلال عشرة أيام فقط، تحدث عمارة عن خطوات مهمة تم إنجازها، تتمثل فى النقاش مع شركات الاتصالات المصرية التى تملك تقنيات كافية لكى يدلى المغتربون بأصواتهم فى أول انتخابات مقبلة هذا العام، وتم إعداد مكتب لاستقبال العائدين بوزارة الهجرة وعنوانه 40 شارع أحمد عرابى، وتم إرسال خطابات لبعثاتنا الدبلوماسية بالخارج، لإرسال قوائم بأسماء وعناوين المميزين والموهوبين من الجيلين الثانى والثالث والنجوم فى العواصم العالمية بغرض التواصل وسماع مقترحاتهم وتلبية مطالبهم، ويتم الإعداد لبرنامج تليفزيونى مع إحدى القنوات الفضائية القوية بغرض الرد على أى استفسارات والمواجهة مع المسئولين فى الجمارك والتأمينات والأحوال المدنية والاستثمار، بالإضافة لمطلب التمثيل فى المجالس النيابية.
وأفهم أن مطلب التمثيل فى المجالس النيابية لا يقوم بالطبع على تقسيم فئوى، وإنما الغرض منه وجود نواب من المصريين فى الخارج، كهمزة وصل، وحشد لطاقات مصرية تفهم الخارج جيدا مما يساعد على التواصل معه بأسلوب علمى صحيح.
المثير فيما ذكره الدكتور محمود عمارة، أنه يعكس على الأرض المثل الشعبى:"اعط العيش لخبازه"، فهو يفهم ملف المصريين فى الخارج جيدا، كما أنه صاحب مبادرات متألقة، لم تجد فى السنوات السابقة من يحولها إلى إنجاز على الأرض، فمسئولو النظام السابق كانوا مشغولين بالبقاء على كرسى السلطة، وذلك بالتفنن فى كسب رضا الرئيس السابق وابنه، ولما انزاح هذا الكابوس، بدأت الأفكار المتألقة تشق طريقها على الأرض.
المهم أن رئيس الحكومة اهتم بالمقترحات السابقة وبالاستماع إلى أصحابها، وبالدعوة إلى كل من يشعر بأن لديه فكرة مميزة فليتقدم بها، وتفتح هذه الدعوة طاقة الأمل لكل حاملى الأفكار العظيمة التى تم دهسها فى الفترة الماضية، وآن أوان خروجها إلى النور.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة