محمد حمدى

عبد الفتاح البنا.. الذى رفض أن يكون وزيراً

الأربعاء، 23 مارس 2011 12:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما استجاب رئيس الوزراء، الدكتور عصام شرف، لمطالب العاملين بالآثار، وقرر فصل وزارة الآثار عن الثقافة، تم اتخاذ قرار بمقتضاه يأتى الوزير الجديد من الأكاديميين، أى من أساتذة كلية الآثار جامعة القاهرة، حيث جرى ترشيح أستاذ ترميم الآثار الدكتور عبد الفتاح البنا، لكنه رفض منصب الوزير، ورشح بدلا منه الدكتور علاء شاهين.

لم أستغرب هذا الموقف من عبد الفتاح البنا فى ضوء الصداقة الشخصية التى تجمعنا، فقد عرفته فى جامعة القاهرة منذ عام 1980، وجمعت بيننا صداقة ممتدة حتى الآن، رغم أن الأيام قد تفرقنا أحياناً، لكنه يظهر مجدداً فى اتصال تليفونى ليسأل عن الأخبار والأهل والأصدقاء.

كان عبد الفتاح البنا أول دفعته فى قسم الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة، واختير للعمل معيداً بالقسم، وسافر فى بعثة إلى بولندا حيث حصل على الدكتوراه فى ترميم الآثار الحجرية، وفوجئت به وقتها يتصل بى من وراسو، حيث أعد له المستشار الثقافى المصرى فى بولندا مؤامرة وأبلغ عنه مباحث أمن الدولة للقبض عليه فور عودته إلى مصر، واستطعت عبر صديق صحفى التدخل ووقف المؤامرة التى أريد بها تشويه سمعة عبد الفتاح البنا الذى كان ناشطاً سياسياً بين المبعوثين المصريين فى بولندا.

وفى عام 1988 وكنت صحفياً فى جريدة الشعب، اتصل بى عبد الفتاح البنا لمقابلتى فى أمر مهم، وبدأ يحكى ما شاهده وتأكد منه قائلا: عقب سقوط حجر من كتف أبو الهول، توجهت لمعاينة التمثال، خاصة أننى متخصص فى ترميم الآثار الحجرية، وفوجئت بأن الحجر تم إسقاطه بواسطة "أجنة حديدية"، وأخرج البنا صوراً فوتوغرافية التقطها لمكان الحجر، تثبت أنه تم إسقاطه بفعل فاعل.

أخذت الصور والتحليل العلمى الذى كتبه وذهبت به إلى عدد غير قليل من خبراء الآثار والجيولوجيا وميكانيكا التربة، الذين أيدوا جميعا أن حجر كتف أبو الهول تم إسقاطه بفعل فاعل، وبدا أن الهدف كان التخلص من رئيس المجلس الأعلى للآثار فى وقتها الدكتور أحمد قدرى، ونشرت الموضوع فى صحيفة الشعب، وحققت فيه النيابة العامة، واعترف أحد أبناء نزلة السمان بأنه أسقط الحجر بتعليمات، لكن رئيس نيابة الهرم أحمد الشريف الذى حقق فى الموضوع لم يصدر قرارا فى التحقيقات.

ومنذ هذا التاريخ لم يتوقف عبد الفتاح البنا عن حملاته للحفاظ على آثار مصر، والدفاع عنها، وانتقاد ما تتعرض له من إهمال وتدمير، وحينما سمعت حكاية اعتذاره عن قبول منصب الوزير اتصلت به للتأكد ومعرفة الأسباب، فقال: "كما تعلم أنا متخصص فى ترميم الآثار، وهذه الوزارة تحتاج إلى خبير فى الآثار وليس الترميم، وأعتقد أن الدكتور علاء شاهين أفضل المتاحين لذلك رشحته بدلا منى".

هذا هو عبد الفتاح البنا الذى يُعلى المصلحة العامة، على منصب زائل حتى ولو كان وزيراً.. هذا هو عبد الفتاح البنا الذى عرفته منذ 31 عاماً لم يتغير خلالها، وظل على قناعاته ونزاهته.. عبد الفتاح البنا نموذج للمواطن المصرى الشريف الذى نحتاج أن يتصدى الإعلام لإبرازهم فى كافة المجالات، بدلا من المدعين والأفاقين الذين يملأون الشاشات وصفحات الصحف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر الفخرانى

ترميم النسق القيمى

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام

ايه النفاق ده من الناس

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد فتحي علي عزب

شهادة تقديـــر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة