هاجمت الكاتبة الدكتورة لميس جابر الإعلام المصرى والصحافة بسبب تناولهم للثورة، وما بعدها من أحداث مؤكدة أن مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ تاريخ بنائه وهو يعمل بتوجيهات الحكومة، ولم يستطع خلق كوادر تعمل بعيداً عن ظلها، مستشهدة بتناول الإذاعة للإخوان وكفاية وحركة 6 أبريل وغيرها من التيارات، على أنهم قلة مندسة أثناء الثورة، مما دفعها لكتابة مقال بعنوان "تحيا القلة المندسة".
وأكدت الدكتور لميس جابر أثناء لقائها بالإعلامى خيرى رمضان فى حلقة أمس من برنامج مصر النهاردة، أن الشباب المصرى كان يكره بلده ولكنه عندما قامت الثورة وقف ليهتف باسمها، وهذا هو الإنجاز الأكبر، معيبة على التعليم المصرى الذى تم تفريغه من البطولات الحقيقية والنماذج الوطنية بدعوى عدم كراهية الآخر، وهذا ما كان يبعد الشباب عن الروح الوطنية.
وقالت الكاتبة: "حوارات التخوين الدائرة أقلقتنى، فنحن شعب غير ديمقراطى منذ 62 عاماً، ولن نصبح بين ليلة وضحاها ديمقراطيين، فقد حدث خراب غير طبيعى لم يحدث من قبل، ومصر بعد الثورة مازالت تتعامل بنفس العقلية، حيث إن شباب 25 يناير منهم من بدأ يتبنى فكرة "احنا اللى خرجناكم من الذل وانتو اتعودتوا على حكم العبيد" لكل المعارضين أو من يختلف معهم، قائلة: "أسقطنا النظام الديكتاتورى وخلقنا شعباً ديكتاتورياً"، ولذلك لا بد من عدم التعامل بالتخوين، فليس هناك أجير ومأجور لأن هذه هى الثورة المضادة.
وأشارت جابر إلى أن الصحافة أصبحت "أكل عيش"، حيث إنها جمعت كل الصحف لعمل بحث للتناول الصحفى بعد الثورة فلم تجد إلا أن كل وزير أصبح فجأة "حرامى" وأصبح الخلط والكذب والتلفيق واضحين، مستشهدة بواقعة اتهام حاتم الجبلى وزير الصحة السابق بالاستيلاء على أموال الشعب فى قرارات العلاج على نفقة الدولة، رغم أنه أول من فجر هذه القضية تحت قبة مجلس الشعب ونادى بها.
وأضافت الكاتبة أن الصحافة الآن أصبحت بلا قانون، وتشابهت مع جهاز أمن الدولة فى دوره كمتلصص وجاسوس وملفق للاتهامات، كما فعلت بعض الصحف عندما تناولت خبراً عن أن زهرة الخشخاش تمت سرقتها لصالح سوزان مبارك أو خبر يتهم نجل أحمد نظيف بتورطه فى مقتل هبة ونادين، مؤكدة أن من حق الصحافة تناول الفساد الإدارى لنظيف دون الخوض فى حياته الشخصية.
وأكدت الدكتورة لميس أن ما يحدث الآن فى الصحف يشبه المرحلة التى أعقبت ثورة 52، حيث قامت الصحف بعدها بمهاجمة الملك والحديث بأكاذيب عن فجوره وفساده، مشيرة إلى انقلاب الصحف بعد ثورة يناير فى غضون 24 ساعة، حيث كانت تنادى قبل 11 فبراير، بالاستقرار إلى أن تنحى الرئيس السابق، وكان لابد أن يكون انقلابها بذكاء، ولم يحدث ذلك لأننا لم نربى كوادر قادرة على الحكم على الأمور دون توجيهات، وما يحدث من فوضى إعلامية يقابلها فوضى فى الشارع لأنه عندما يتوجه الإعلام لتفاصيل تخص أشخاص بعينها، فهو يلهى الناس عن الأخطاء الحقيقة، قائلة: "الإعلام خلى البورنس البمبى هو سبب إدانة العادلى، ويترك جرائمه فى حق الكثير من الشباب الشهداء ومنهم خالد سعيد".
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك فوضى فى الإعلام، حيث ساعد الكثير من أصحاب الصوت العالى على الظهور والمزايدة على الشعب والثورة والتغيير، وأنهم بذلك يتسببون فى ضرر كبير للبلاد ولشباب الثورة الذين يريدون الركوب فوق عقولهم وتوجيههم من منطلق "أنا أبوكم"، وتعدهم بإنشاء أحزاب تضمهم أو قنوات أو مشروعات للتواجد فى الصورة، مؤكدة أن القوى الموجودة مؤهلة للعمل السياسى ولكن ليس للحكم.
وأكدت الدكتور لميس جابر، أن الدولة والصحافة هما السبب الرئيسى فى انتشار الفتنة الطائفية، فالدولة تتعامل مع المواطن على أساس دينه، حيث عندما ينشأ خلاف بين مسلم ومسلم يكون مكانهما قسم الشرطة، وإن كان بين مسيحى ومسيحى تتبناه الكنيسة، أما إن كان الخلاف بين مسلم ومسيحى فيتدخل أمن الدولة دون اللجوء للقانون فى أى من الحالات، مستشهدة بما حدث فى قرية صول بأطفيح، حيث اعترضت على ذهاب المشايخ والقساوسة، مشيرة إلى أن الأزمة كانت ستنتهى فى بدايتها إذا ما ذهبت جهات التحقيق ورجال القانون، ويتم القبض على المشتبهين والمتورطين، ويتم حل القضية بدلاً من "الطبطبة اللى مش بتحل ولا تربط" مطالبة بإطلاق قانون ديكتاتور يحكم تناول الأخبار الطائفية فى الصحافة لأنها تعد منشورات.
وعن الاستفتاء، أكدت الكاتبة أن هناك جانباً سلبياً، وهو تعامل بعض الأشخاص مع بعضهم من مبدأ التخوين والاختلاف والاتهام بالجهل من الطرفين المؤيد والمعارض للتعديلات، مؤكدة أن الإخوان متواجدون الآن فى كل مكان، ويحاولون التأثير على آراء الشعب من باب إظهار قوتهم، وأن الوطنى "لم ينهار" بعد ولم يصبح فلولاً، كما يشير البعض لأن المحليات مازالت موجودة، وهم بالآلاف، ولذلك لابد من تسييس الوطنى بالهدوء وعدم حرقه أو إغراقه، مؤكدة أنه لا زال موجوداً ويعلم جيدا معنى الصناديق فى الاستفتاء أو الانتخابات، وأشارت إلى أنها قامت بالتصويت بلا، هى وعائلتها، لأن هناك عدم دستورية فى التعديلات، وأن القوى السياسية لم تستعد بعد للانتخابات البرلمانية التى ستتحول لوطنى وإخوان فقط، وهم ومن سيضعون الدستور الجديد.
وقالت الدكتور لميس: "كان لى مآخذ على رئيس الوزراء شرف عندما قال، أستمد شرعيتى من الثورة لأن شرعيته لابد أن يكون مصدرها القانون، وأن يأخذ رأى رجل الشارع فى اعتباره، ولكن لا يجوز الحكم به"، مدينة المظاهرات الفئوية التى قد تؤدى بنا إلى مجاعة ونقص كبير فى الأدوية، وأن تعطل الأعمال يضر الملايين ممن يعملون باليومية، مما سيترتب عليه قيام ثورة مضادة أقوى "هتولع الدنيا".
وترى الكاتبة أنه لا بد من الكف عن الحديث فى السياسة، وأن يستعد الجميع للانتخابات البرلمانية فى هدوء حتى لا نشعر الشعب أن الاستقرار مرتبط بالانتخابات والدستور، وإشعارهم بأن هناك أيدٍ حديدية تسيطر على مصر، وتنظمها، وتمنع المظاهرات الفئوية التى لا داعى لها مثل المطالبة بعودة كاميليا، وسوسن، ودلال، ونريد عجلة الحياة أن تدار مرة أخرى، وتأمين حقيقى لنزول الشرطة للشارع، دون خوف لأن فساد إدارة الداخلية لا يعنى فساد أفراد الأمن فى مصر، واحترام العمل والقانون.
الكاتبة الدكتورة لميس جابر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حقيقة العرب
مصرية بحب بلدى