قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الاستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور أظهر أدلة مبكرة على الخلافات التى من المحتمل أن تشكل الحياة السياسية بمصر خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
ولنتقد القادة الليبراليون لثورة 25 يناير، التى أطاحت بالرئيس مبارك، تلك التعديلات باعتبارها جزءا من إشكالية زمنية لإقامة الديمقراطية. فتلك الأحزاب الناشئة والقوى الصاعدة غير مستعدة لخوض سباق انتخابى مبكر.
ووجد كل من جماعة الإخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطنى الحاكم سابقا فرصة فى دعم التعديلات للاستفادة من صفوفهم المنظمة فى تحقيق نجاح انتخابى وتشكيل البرلمان المقبل الذى يتولى تشكيل دستور جديد.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه بمجرد إعلان نتيجة الاستفتاء شرع السكان المبتهجون فى القاهرة بإشعال الألعاب النارية. كما امتنعت تغطية الصحفيين عن أى من مظاهر الموضوعية وصاحوا "الله أكبر" حينما تم قراءة الإحصاءات.
وتنقل عن شادى الغزالى حرب، أحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة قوله: "كان من الواضح أن استخدام الدين فى هذا الصراع جعل من الأسهل على المصريين أن يقولوا نعم". وأضاف: "لذا نحن قلقون للغاية بشأن الكيفية التى ستسير عليها الأمور خاصة فى الحملات الانتخابية واستخدام الدين على نحو واسع".
ويرى مراقبون أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية لا يعنى الثقة فى إجراء انتخابات برلمانية سلمية ونظيفة. وقال بهى الدين حسن، مدير معهد القاهرة لحقوق الإنسان: "كان هناك الكثير من أوجه القصور والإعداد السىء للاستفتاء. وتوقع أن تخرج أى انتخابات مقبلة عن مسارها السليم بسبب عدم الإعداد الكافى أو نقص الأمن.
وتشير وول ستريت جورنال إلى بعد هام جدا فى استفتاء السبت. فلم تتعامل هذه التعديلات من قريب أو بعيد مع ما يخص الدين، خاصة أن كل الأقباط تقريبا عارضوا التعديلات التى من شأن الموافقة عليها أن يضيف لجماعة الإخوان المسلمين نفوذا.
وعموما، تختم الصحيفة، فإن إحتمال إجراء انتخابات حرة فى مصر يعد علامة محتملة فارقة فى المنطقة فى الوقت الذى تتعثر فيه الحركات الديمقراطية فى بعض البلدان.
وول ستريت جورنال: خلافات تشكل الحياة السياسية بمصر السنوات المقبلة
الإثنين، 21 مارس 2011 04:35 م