يبدأ غدا الثلاثاء، بالإسكندرية، فعاليات اللقاء الفكرى الذى ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، بعنوان "رؤى مستقبلية من وحى الثورة"، يشارك فيه عدد من شباب الثورة يمثلون مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية، إلى جانب نخبة من المفكرين وأساتذة الجامعات وعدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، وبعض رجال الثقافة والفن والصحافة.
صرح بذلك الدكتور القس أندريه زكى مدير عام الهيئة، والذى أضاف أنه من الظلم حصر ثورة التغيير التى أطلقها شباب مصر فى الخامس والعشرين من يناير، فى مطالب اجتماعية أو اقتصادية أو حتى سياسية، وإنما هى دعوة للتمرد على ممارسات وأنظمة قادت للجمود بالداخل والتبعية للخارج.. ورغبة فى رؤية مستقبل أفضل، يؤمن ديمقراطية وتعددية حقيقية، تكفل المحاسبة والمساءلة السياسية وسيادة القانون مع نشر العدالة الاجتماعية، وبناء مؤسسات تتجاوز عبادة الحاكم وبقاءه بالسلطة ما دام فى قلبه نبض، تلك هى رسالة التغيير التى أطلقتها ثورة التغيير السلمى المصرية داخل المنطقة، والتى استوعبها البعض ولم يستوعبها البعض الآخر.
وأضاف الدكتور أندريه زكى: لقد ألهمت ثورة الشباب فى مصر أقرانهم فى عدد من البلدان المجاورة، ومنحتهم القدرة على قيادة عملية تغيير شاملة، وكسر حالة الجمود التى تعيشها مجتمعاتهم، بأقل تكلفة ممكنة.
كما استطاعت الثورة أيضا أن تحدث صدى إيجابيا على المستوى الدولى فى نظرته للشعب المصرى وطموحاته، فقد تمنى الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يتربى شباب بلاده على هذا الإصرار والعزيمة التى ظهر عليها الشباب المصرى فى هذه الثورة، وليس أوباما فحسب وإنما صرح العديد من الشخصيات العالمية السياسية بضرورة تدريس الثورة المصرية فى مناهج بلادهم.
وأضاف "نحن هنا أمام حالة غير مسبوقة حتى قياسا للثورة الفرنسية فى تصدير الثورة للخارج، أو إن صح التعبير "النموذج الشعبى المصرى للتغيير السلمى"، الذى ساهمت فيه التقنية الحديثة، والتفاف شرائح الشعب المختلفة حول المطالب التى رفعها هؤلاء الشباب.
هذا الشباب الجديد لم يكن يوما فى حسابات السلطة السياسية، بوصفه كما مهملاً وغير فاعل سياسيا. ولذا كانت صدمتها كبيرة، صدمة عجزت معها عن التعامل والتواصل معه خلال حركة الاحتجاج، لا لسبب سوى فشلها فى قراءة وفهم مطالب التغيير التى رفعها.