مباراة منتخبنا الوطنى مع نظيره الجنوب إفريقى فى ملعب "إليس بارك" بجوهانسبرج فى 26 الجارى ضمن منافسات المجموعة السابعة بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا تعد مفترق طرق للكرة المصرية ولا تقل أهميتها عن تلك المرحلة السياسية التاريخية التى تشهدها البلاد، إذ لا بديل للفراعنة عن التعادل على الأقل للحفاظ على أمل بطل القارة 3 مرات على التوالى فى المنافسة على بلوغ البطولة.
لذا يجب علينا جميعا أن نساند المنتخب إعلاميا ونبتعد عن تصنيف أعضاء الجهاز الفنى واللاعبين ما بين مؤيد ومعارض للثورة وهو الأمر الذى بالغ الإعلام المصرى فيه كثيرا وحاد البعض عن صوابه ووصل إلى التخوين والاتهام بـ" العمالة".
كما يجب أن نترك المهاترات جانبا حتى لا ننزلق إلى هاوية الخروج المهين من التصفيات والتى سوف تكلف الكرة المصرية الكثير على المستويين القارى والدولى , وفى النهاية لن نحصد سوى الفشل الكروى , ولذلك أهيب بالزملاء النقاد الرياضيين أن يتركوا محاسبة الفاسدين رياضيا إلى ساحات القضاء ونحاول من جديد بث الحماس الثورى فى اللاعبين لأنهم فى النهاية يمثلون مصر، ويجب أيضا أن نجعل من الثورة دافعا قويا لهم لشحذ هممهم حتى لا يخرج هؤلاء النجوم من الباب الضيق وتكون نهاية مآساوية للجيل الحالى الذى لا ينكر أحدا أنهم اسعدوا جماهير مصر كثيرا .
لقد ساهمت النتائج المتواضعة للمنتخب فى العام الأخير فى تدهور ترتيبه العام فى التصنيف العالمى خلال شهر فبراير ليخرج من قائمة العشرة الكبار ويعود إلى المركز 33 بالإضافة لتوقف النشاط الرياضى منذ اندلاع ثورة 25 يناير.
وهو ما وضع الفراعنة فى موقف حرج للغاية خصوصا أن اللاعبين المحليين يشكلون أكثر من 90 % من تشكيلته على عكس أغلب المنتخبات الأفريقية الأخرى والتى تعتمد بصورة كبيرة على لاعبيها المحترفين فى أوروبا وهو ما يزيد من المخاوف أن يصبح المنتخب المصرى أول حامل للقب يفشل فى التأهل للنسخة التالية من أمم أفريقيا.
وبعد ظهور العناصر الرئيسية التى يعتمد عليها شحاتة من الأهلى والزمالك والإسماعيلى أثناء مشاركتهم فى دورى أبطال أفريقيا والكونفيدرالية بمستوى هزيل وغير مطمئن رغم فوز هذه الأندية إلا أن المستوى البدنى والفنى تراجع كثيرا وهو ما بث الخوف فى نفوس الجماهير المصرية.
ولذلك أناشد الزملاء الإعلاميين الوقوف بجوار منتخبنا فى المرحلة المقبلة لأنها مرحلة مهمة فى تاريخ الكرة المصرية إذ أن الخسارة – لا قدر الله- قبل أن تعنى نهاية حسن شحاتة وجهاز الفنى والجيل الحالى فهى نهاية البريق المصرى الذى ظل حديث المحافل الدولية لأكثر من أربع سنوات وسيكون من الصعب تكوين منتخب جديد يحقق آمال المصريين .
تصريحات حسن شحاتة لموقع الاتحاد الدولى ألفيفا تدل على وعى كبير مصحوب بالتخوف من الجماهير بعد الثورة مما جعل شحاتة يذكرنا بما حققه هذا الجيل من انجازات رياضية اذا قال :"رفعنا راية بلادنا عاليا فى كافة المواقع وسنواصل الدفاع عن علم بلادنا بكل ما أوتينا من قوة " .
وتابع شحاتة:" اعتدت على النقد والهجوم ومررنا بمواقف مماثلة من قبل وذلك فقط يزيدنا إصرارا ولدى ثقة كبيرة فى أبنائى الذين دائما ما كانوا على قدر المسئولية".
ويراهن المعلم على أن يظل هو وأبناؤه مصدر سعادة المصريين كما كان بهم الحال فى السابق ولكن المؤكد كذلك أن سقوط المصريين على الملعب ذاته الذى شهد فوزهم التاريخى على بطل العالم السابق إيطاليا بكأس القارات سيعنى نهاية أفضل جيل كامل عبر عصور الكرة المصرية.
وهذا ما لا نتمناه جميعا وفى النهاية اقول :" يجب على كل أصحاب الأقلام أن يعملوا لصالح هذا البلد ويخافوا الله من وقع الكلمة فى نفوس البعض " .. ويعلم الجميع أن الكلمة مسئولية كبيرة أمام الله " وما من كاتب وإلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك فى القيامه ان تراه. "
محمد فتحى البهسمونى يكتب: السقوط أمام "الأولاد" يعنى إسدال الستار على جيل للأبطال
الإثنين، 21 مارس 2011 12:10 ص
حسن شحاتة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة