أعلنت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلومThe National Academy of Sciences (NAS)، فى بيان لها، فوز الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، بميدالية خدمة الصالح العام Public Welfare Medal، وذلك عن إنجازاته فى تطبيق العلوم لخدمة الجمهور، خاصة فى العالم العربى والإسلامى.
وتعد ميدالية خدمة الصالح العام من أبرز الجوائز التى تقدمها الأكاديمية منذ عام 1914، تقديرًا للاستخدام المبتكر للعلوم فى خدمة الصالح العام. ومن المقرر أن يتسلم الدكتور إسماعيل الجائزة فى الأول من مايو المقبل، خلال الاجتماع السنوى الـ 148 للأكاديمية. وقد سبق أن فاز بنفس الجائزة يوجين س. سكوت، ونيل لان، ونورمان بورلاج، وويليام ت. جولدين، وماكسين ف. سينجر، وس. إيفرلت كوب، وكارل ساجان.
وأكدت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، فى البيان، أن الدكتور سراج الدين يُعرف بدعمه الدائم لمبدأ تحقيق المساواة بين الجميع فى العلوم والمجتمع بصفه عامة، وهى نفس الرسالة التى تؤمن بها الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم. وقال جون براومان، السكرتير التنفيذى للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم ورئيس لجنة اختيار الفائزين بالجائزة بهذه المناسبة: "قررنا تكريم سراج الدين لدوره البارز فى العديد من المواقع، آخرها مكتبة الإسكندرية". وأضاف براومان: "وقد عُرف سراج الدين أيضًا بريادته فى مجال تسخير العلوم لتحقيق التنمية المستدامة، وإيمانه بضرورة تحرير العقول من طغيان التعصب الأعمى والخوف".
وأشار البيان إلى أن سراج الدين تميز طوال مسيرته المهنية، بحرصه على تطبيق العلوم لحل جميع المشاكل التى تواجه المجتمع الدولى، حيث يعد سعيه الحثيث لمكافحة الفقر فى الدول النامية من خلال دعم الزراعة المستدامة من أهم إنجازاته على هذا الصعيد. وخلال رئاسته للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) (1994- 2000)، سعى إلى توفير الغذاء لسكان العالم الذين يتوقع زيادة تعدادهم لما يقرب مليارين ونصف مليار نسمة خلال العقود الأربعة القادمة.
وتطرق البيان إلى دور سراج الدين فى إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية التى تعمل على استعادة ودعم التراث الفكرى العظيم الذى طالما تمتع به العالم العربى والإسلامى. وأوضح بيان الأكاديمية أن سراج الدين يرى أن معظم البلاد الإسلامية مازالت متأخرة فى مجال الاستثمار فى العلوم، وإصداراتها العلمية أقل بدرجة ملحوظة من بلاد أخرى بنفس الوضع الاقتصادى، وذلك على الرغم من التطور الواضح فى المنشآت البحثية فى منطقة الخليج العربى. ويُرجع سراج الدين ذلك إلى التحديات الاجتماعية، حيث تصطدم المؤسسات العلمية بظروف غير ملائمة للعلوم.
وأضاف البيان: فى افتتاحية مجلة "العلوم" (العدد 321 بتاريخ 8 أغسطس 2008) كتب سراج الدين ما يلى: "يحتاج العلم لأكثر من مجرد تمويل ومشروعات. فهو يتطلب المزيد من الحرية: حرية التساؤل، وحرية الاعتراض، وحرية التفكير، وحرية التخيل. فيجب أن نكون قادرين على التشكك فى المسلمات والفصل فى اختلافاتنا بالأدلة والبراهين. فيجب أن نركز على المحتوى العلمى، وليس على من توصلوا إليه، بغض النظر عن العِرْق أو الدين أو الجنس أو النوع. فتلك هى القيم العلمية والمجتمعية التى يجب الدفاع عنها، ليس فقط من أجل دعم العلوم، ولكن من أجل مجتمع أكثر إنسانية".