محمد حمدى

الدم الليبى فى رقبة عمرو موسى والقرضاوى

الإثنين، 21 مارس 2011 02:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ الأسبوع الماضى، طالبت المعارضة الليبية العالم العربى والمجتمع الدولى، التدخل لفرض حظر جوى على الطيران الليبى، لتوفير الحماية للمواطنين من الهجمات التى يمكن أن يشنها الطيران الحربى الليبى على المدنيين، لكن الجامعة العربية تلكأت كثيرا حتى اتخذت قرارا بالتوجه للأمم المتحدة بطلب فرض حظر جوى، وهو نفس التلكؤ الذى ميز الحركة الدولية ما أتاح الفرصة لقوات القذافى لحصار المدن الشرقية وضربها بالطيران والمدرعات وغيرها.

وحين وصلت طلائع قوات القذافى إلى مشارف بنغازى سارع مجلس الأمن بإصدار قرار دولى شاركت لبنان وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة فى كتابته يسمح باتخاذ ما يلزم من إجراءات عسكرية لمنع ضرب المدنيين وهو ما يتجاوز حدود الطلب العربى بفرض حظر جوى فقط.

وفى يوم السبت، رعا الرئيس الفرنسى نيكولاى ساركوزى اجتماعا فى العاصمة الفرنسية بحضور التحالف الغربى الجديد الذى تشكل لضرب ليبيا، وشارك فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء خارجية قطر وتونس والمغرب والإمارات، وخرج ساركوزى من الاجتماع ليعلن أن الطائرات الفرنسية فى الأجواء الليبية الآن لتنفيذ هجمات على أهداف ليبية.

وطوال يومين، لم تتوقف الطائرات الفرنسية والبريطانية وصواريخ توما هوك كروز الأمريكية عن دك القواعد العسكرية الليبية ومضادات الدفاع الجوى والمطارات فى طرابلس وبنغازى ومصراتة وأجدابيا وسرت وغيرها من المدن الليبية، وتحول الحظر إلى عدوان غربى رسمى على ليبيا، ثم أرسلت قطر طائراتها للمشاركة فى الهجمات أيضا.

الغريب ما صدر أمس عن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذى قال فى تصريح بثته القنوات التليفزيونية من أن ما تقوم به القوات الغربية يخالف طلب الجامعة العربية، وهو ما رد عليه مسئول أمريكى، قائلا إن القوات الغربية تنفذ ما جاء فى قرار مجلس الأمن.. لكن السؤال الذى لم يسأله أحد للسيد عمرو موسى ألم يكن فى اجتماع باريس الذى أقر توجيه ضربات عسكرية لليبيا؟.. ولماذا لم يخرج من الاجتماع ليعلن عدم موافقته على ما دار فيه، وما اتخذ خلاله من قرارات؟

الغريب أيضا ما نقلته قناة الجزيرة عن الداعية الإسلامى الشيخ يوسف القرضاوى، والذى قال فيه أن الهجمات الغربية على ليبيا ليست حروبا صليبية لأنها جاءت بطلب من الجامعة العربية؟.. وهنا أرجو من الشيخ القرضاوى أن يراجع تصريحاته عام 1990 حينما عارض الهجوم الدولى على العراق بعد احتلال الكويت رغم أم الدول العربية وافقت على حرب تحرير الكويت، وقررت المشاركة فيها.. فهل فتوى القرضاوى أو تصريحه مجرد تصريح سياسى لتبرير المشاركة القطرية فى العدوان على ليبيا؟

لست مع القذافى، وأرى أن ما يقوم به ضد شعبه جريمة، لكن فى نفس الوقت فإن العدوان الغربى على ليبيا جريمة أكبر فى ظل تخاذل عربى كبير، ومباركة عربية لهذه الحرب حدثت فى اجتماع باريس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة