هذا هو التاريخ الذى خرج فيه المصريون من بيوتهم فى ثورة لم تحدث فى تاريخ مصر من قبل، وهو فى نفس الوقت رقم الحساب الذى أنشأته الحكومة للتبرع ولدعم الاقتصاد المصرى تيمنا بتاريخ الثورة التى أخرجت الملايين من بيوتهم فهل ستخرج الملايين من جيوبهم؟
ولكن هل عرفه كل المصريين؟ هل وجد نصف الدعاية التى كانت تستخدم لأحد المشروعات الوهمية للنظام السابق؟ هل تم تعميم هذا الرقم على سفاراتنا بالخارج وتعريف المصريين العاملين بالخارج بهذا الحساب؟ أشك.
أليس هذا مشروعا قوميا مثل مستشفى 75357 والذى كان موجها إلى علاج جزء من الشعب الذى أصيب بالمرض الخبيث؟ مشروع دعم الاقتصاد المصرى هو مشروع لدعم كل مصرى بل هو مشروع حياة أو موت لكل المصريين.
أيها المسلمون فرض الله عليكم زكاة المال لمن مر على ماله حول (عام) هجرى ويتم إخراجها للفقراء والمساكين يقول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
فادفعوا نصف زكاتكم لدعم الاقتصاد المصرى قبل أن يتحول كل المصريين إلى فقراء ومساكين.
أيها الأقباط فرض الله عليكم الصدقة ولا تنسوا أن العشور هو الحد الأدنى للعطاء، فهناك البكور والنذور، ورب المجد قال "إن لم يزد بركـم على الكتبـة والفريسيين لن تدخـلوا ملكوت السموات".
فادفعوا نصفها فقط لدعم الاقتصاد المصرى قبل أن يتحول كل المصريين إلى فقراء ومساكين.
ويا حكومتنا الغالية لماذا لا نقوم بإنشاء بيت مال المصريين لجمع التبرعات والصدقات والزكاة والعشور من المصريين؟ ألسنا فى حاجه إلى حل جذرى على المدى القصير؟ أم سنكابر ونقول إن مصر أكبر من ذلك، وإننا لسنا فى حاجة للتبرعات، وإن مصر مليئة بالموارد، وإن سواعد أبنائها ستبنيها مرة أخرى؟ أليست هذه التبرعات من سواعد أبنائها؟ أليس من الأفضل أن ندعمها نحن بدون مقابل سوى أن نعيش على أرضها؟ أليست هذه التبرعات أفضل مليون مرة من التبعات التى سوف تنجم عن الديون الخارجية؟
ولكن هل سيقتنع كل المصريين بهذا النداء ويستأمنوا الحكومة المصرية على أموالهم؟ ومن الذى يضمن لنا أن يتم توجيه هذه الأموال فى المسار الصحيح الذى نتمناه؟
هنا يظهر دور رجال الدين والشخصيات العامة فلماذا لا نقوم بإنشاء لجنة تتكون من بعض الشخصيات الدينية من كل الاتجاهات والشخصيات العامة التى لها حضور فى قلوب المصريين لكى تشارك الحكومة المصرية الإشراف على هذه الأموال؟ وقبل هذا وذاك تبدأ هذه اللجنة عملها بالدعاية لهذا المشروع وإقناع الناس بأن التبرع لدعم الاقتصاد المصرى هو صدقة جارية لدولة كتب الله عليها الحياة منذ آلاف السنين، وستبقى بإذن الله إلى آلاف السنين وتكون هذه اللجنة هى الضامن عند المصريين وليس هناك ضامن عند أى مصرى بعد الله سوى رجل دين أحبه أو شخصية أحترمها، فمثلا فضيلة شيخ الأزهر والبابا شنودة ومفتى الديار المصرية، والشيخ محمد حسان والدكتور عمرو خالد، والأنبا بسنتى، والدكتور مبروك عطية، والأستاذ إبراهيم حجازى، والدكتور مجدى يعقوب، والدكتور فاروق الباز، والدكتور شريف عبد العظيم (مؤسس جمعية رسالة)، والدكتور صفوت حجازى، والأستاذ محمد البلتاجى، والشيخ محمد حسين يعقوب، والدكتور سليم العوا، فهؤلاء هم من اتفق المصريون على حبهم ودائما ما يستشهدون بكلامهم فى حياتهم اليومية وأمورهم سواء كانت أمور دنيوية أو دينية أو حتى سياسية (وقد لا يعجبك اسما من هذه الأسماء ولكن ثق كل الثقة بأنه يعجب آخرين فلا تحجر عليهم برأيك).
ألم يحن الوقت لإصدار فتوى دينية من الأزهر والكنيسة تبيح التبرع بزكاة المال والصدقات لدعم الاقتصاد المصرى؟ (إذا كان جائزا بالطبع).
أليس هذا هو الوقت المناسب لكى تتجمع كل هذه الشخصيات فى برنامج تليفزيونى واحد يذاع على كل القنوات المصرية الأرضية والفضائية والحكومية والخاصة فى نفس الوقت للدعاية لهذا المشروع؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة