يا شعبى العظيم.. الآن انتفضتم طلبا لاستنشاق الحرية، الآن ثورتم لطلب حياة كريمة، أدركتم أن لكم حقوقا ... تقاتلون لإزاحة الظلام أملا فى فجر جديد.. تلتهب حناجركم منادية بسقوطى .. من أنتم ؟ ألستم شعبى المطيع المسالم؟ ألستم أبناء ثورتى المباركة ؟ كنتم بالأمس تهتفون بحياتى .. ماذا دهاكم ؟ صفقتم طويلا فى مؤتمراتى واحتفالاتى .. وتسابق أعيانكم لنيل رضاى..
كنت آمركم فتنصاعون ، وأمنعكم فتطيعون ، أسجن من أشاء وأقتل من أشاء وأنفى من أشاء بلا حسيب و لا رقيب. شبعت وجوعتكم ، شربت وأظمأتكم ، ضحكت وأبكيتكم وأفقرتكم وأمرضتكم ، حكمتكم وأنا أغباكم ، سخرت منكم فحملتمونى على الأعناق ، سرقت أموالكم فكنتم تقبلون يدى إذا ألقت لكم بكسرة خبز تسد رمقكم ، أقسدت عليكم مدارسكم وجامعاتكم وبذلت جهدى لأجعل منكم شعبا جاهلا سطحيا ساذجا مثلى ، فكنتم بالكاد تكتبون بضع كلمات حددتها لكم .. الزعيم ، القائد ، الفاتح وملك ملوك أفريقيا.أقلامكم لم تعرف الحرية ولم تعرف كيف تكتب الحق ولم تسطر يوما العدل فهى أقلام خاصة لحياة خاصة ، تركع كما تركعون وتسجد كما تسجدون.
ماذا دهاكم ؟ تطالبون بالحرية وتسألون عن العدالة ؟ تريدون دستورا وقانونا وتداولا للسلطة أهذا ما ربيتكم عليه؟ إنه كيد ساحر بل رجس من عمل الشيطان.أنا القائد ..أنا الزعيم .. إن تركتكم لن تجدوا هواء تتنفسونه ، لن تجدوا ماء تشربونه ، لن تجدوا من يسرق نفطكم ، من يكبل أفواهكم ، لن تجدوا من يستضيفكم فى سجونه ، لن تجدوا من يفنيكم من الوجود ، كيف ستعيشون من غيرى .. بل كيف ستموتون من غيرى ؟ أنا القائد .. أنا من وهب لكم الحياة ، أنا من صنع لكم وجودكم وأجرى نبضكم .. وأنا من سيدخلكم جحوركم أو قبوركم.أفق يا شعبى العظيم .. عد إلى رشدك ، سوف أغفر لكم خطيئاتكم ، سأكون متسامحا معكم لأبعد مدى ، من يندم على ثورته ويبك على خطيئته ويسلم أسلحته ويأتينى فردا ، فأعده ألا أعذبه ولا أسجنه ولا أعاقبه فأنا القائد الزعيم الفاتح ، لذا سأقتله فقط وأتركه بعد ذلك يعيش كمواطن صالح .أسرع يا شعبى العظيم قبل أن يشتد عليك غضبى وعندها سأقتل نفسى حتى لا يجد أى منكم هواء يستنشقه فتموتون جميعا ويحيا الوطن بلا قائد .. بلا شعب.دقت ساعة الفشل ، دقت ساعة الجنون ، إلى الوراء .. إلى الوراء .
عصام عباس يكتب: القذافى ينتحر ليحرم شعبه من الحياة
الأحد، 20 مارس 2011 11:04 م
معمر القذافى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة