رأفت علام يكتب: ما تعرفش حد فى المرور؟

الأحد، 20 مارس 2011 10:26 م
رأفت علام يكتب: ما تعرفش حد فى المرور؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما تقع عينى على سيارة "مفيمة" أى أن زجاجها بالكامل عدا الأمامى مطلى بمادة الفامية، وعليها عدة " بادجات " أى شارات أو علامات تحمل أسماء جهات معينة مثل هيئة قضائية ، النيابة الإدارية ، رئاسة الجمهورية ......الخ أتأمل وأتساءل ويهدينى تأملى أن هذا العمل هو رسالة موجهة من صاحب تلك السيارة إلى المارة والسائرين بسياراتهم من خلفه ، وراكنى سياراتهم بجواره ، والمتعاملين معه ، هذه الرسالة مفادها " أننى قوى " بل أقوى منكم جميعاً فإذا ذهبنا أنا وأنت إلى الشرطة فأنا صاحب الطول ولى الاحترام عنك فخذ حذرك ، لا تركن سيارتك خلفى ، لا تحاول أن تسبقنى فى الطريق.

صدقنى إذا تأملت معى فلن تجدنى مبالغاً ستجد أن الشيخ يلبس زى " المشيخة " ليعلن للناس أننى أكثر منكم تديناً وعندى من التقوى والقدرة على الفتوى ما ليس لديكم، والضابط يرتدى زى يحمل الأنواط والنياشين ليعلن عن ذاته، والحارة المخصصة لتلك الفئات فى نقاط دفع رسوم الطريق أنما هى مخصصة لأصحاب الفضل والمنة والذين لا يرتقى المواطنون ليكونوا مثلهم.
تعالوا نجعل إحدى ثمرات تلك الثورة إزالة الطبقية الاجتماعية بين الناس " لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى"، فلم يعد مجتمعنا يتسم بالأمية والتخلف كما كان سابقاً حيث كان من النادر أن تجد طبيباً أو وكيل نيابة فى أسرة فيعامل تلك المعاملة الخاصة، اليوم أصبحت معظم الأسر تحمل تعليماً عاليا وفيها أكثر من واحد من تلك الفئات.
تعالوا نمنع تماماً تلك الإشارات من السيارات ونلغى حارة عِليه القوم فى بوابات الرسوم ، ونعامل سواء فى استخراج المخالفات حتى فى طوابير العيش .. والناس على قدر كبير من الحساسية والذكاء فإذا شعر المواطن بالعدالة فلن يمل من الوقوف فى طابور وبنظام دون ضجر أو شكوى.
ينبغى أن تتغير ثقافة هذا المجتمع ويتوارى السؤال التقليدى " متعرفش حد فى المرور ؟ أو حد فى التأمينات ؟ "
اذهب بنفسك واعلم أنك لست بأفضل من غيرك ليكون هو بالطابور وأنت بجوار السيد المسئول تحتسى الشاى فى مكتبه لحين إنهاء طلبك ، فكل مسئول ينبغى أن يعتذر بأدب لكل صديق أو قريب أنه لا يستطيع استضافته فى مكتبه أو تفضيله عن غيره ، ومعه كل الحق ولا يلام فى ذلك فهذه التصرفات تخالف الدين ، وتخالف الأخلاق ، ورويداً رويداً ستصبح ثقافتنا تتسم بالرقى والعدالة واحترام الناس فيسود الحب والرضا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة