تناولت فى مقالى السابق عدة نقاط هامة أبرزها قيمة العدالة فى استقرار أى مجتمع وشرحت مستفيضا عدة أمثلة منها محاسبة النفس قبل محاسبة الغير . الكل أخطأ .. حكومة و شعبا – حاكما و محكوما – أغلبية ومعارضة . لذا تقتضى الأمانة ويستوجب الإنصاف أن تنسحب الوجوه التى طالما شهدناها تتطل علينا رغما عنا طيلة عقود من الزمن وتستحوذ على المشهد السياسى والإعلامى.
النظام نظام بأغلبيته الزائفة المدعية ومعارضته الموالية المستأنسة أغلب الوقت والعاجزة المترهلة طول الوقت. الوطنية تستدعى من هؤلاء أن يعترفوا لأنفسهم أولا ثم يصارحون جمهور الشعب بمدى تورطهم فيما آلت إليه أمورنا الآن، إن رموز السلطة و مريديها ومنافقيها قد استأثروا بالكعكة كلها سلطة ومالا وسطوة، وتركوا بعض الفتات لرموز من قوى المعارضة بكافة طوائفها، والذين ارتضوا بهذا الفتات معظم الوقت، وأظهروا تمردا بحساب بعض الوقت عند عجزهم عن إقناع النظام بأن يفرط يده بعض الشىء فكانوا يمثلون حبة الكريز التى لا يتعدى دورها تجميل الكعكة لتسويقها بغض النظر عن جودة طعمها حتى تخدع الزبون وتغريه، والمقصود هنا الشعب كى يرتضى التهامها دون غضاضة حتى وإن أصيب بعسر هضم أو قىء.
يجب أن يعى الشعب المصرى الذى يتمتع بذكاء فطرى وسرعة بديهة أنه كان يشهد يوميا وعلى مر عقود مسرحية هزلية كاملة الأركان، تتأرجح صعودا وهبوطا من الكوميديا إلى الكوميديا السوداء إلى التراجيديا انتهاء بقمة الإسفاف، تتمثل فى النظام بحزبه رئيسا ورموزا- مؤلفا وأمانة السياسات- سيناريست والرئيس – بطلا وقرينته – بطلة ونجله- بطلا مساعدا ومخرجا للعمل والحكومات المتعاقبة – مهندسا للديكور ومحصلا للدخل والمجالس النيابية- مساعدا للمخرج ووزارة الداخلية- مخرجا منفذا والإعلام الحكومى- مسئولا عن الدعاية والإعلان والمعارضة بكافة أطيافها- كومبارسا و الشعب- متفرجا.
ولكن مع طول فترات العرض وعدم مجاراة متغيرات الزمن واستنفاذ كل مساحيق التجميل وتضارب المصالح واختلاط الأدوار وتزايد المطامع – فقدت المسرحية أهم مقوماتها، وهى الحبكة الدرامية فما لبس أن عزف عنها الشعب مللا ثم حطم المسرح بمن فيه غيظا ثم اعتلى ما تبقى من خشبة المسرح باحثا عن دور و راح يدلو بدلوه من طول الكبت ومن فرط الحرمان بعفوية وفوضى دونما نص وبغير مخرج وبأبطال من الهواة يحاول إزاحتهم عن تصدر المشهد كومبارس محترفون لم يكونوا ولن يصبحوا فى يوم من الأيام نجوما للشباك.
أستاذ بطب قصر العينى .*
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة