محمود كرم الدين يكتب: اقتراحك أمانة آن وقت أدائها

فرصة عظيمة تلك التى نعيشها الآن، فرصة أن تلتحم أحلامنا بواقعنا، أفكارنا بسواعدنا، مقترحاتنا بمراكز اتخاذ القرار وتفعيل تلك المقترحات لخطوات تحقق ما كنا يائسين من تحققه فى زمن مضى، إن تحدى التغيير ليس بتحدى تغيير أشخاص، إنما تغيير عادات ومعتقدات سادت لعشرات السنوات، معتقدات ترسخت وأسهمت فى تأخرنا فى معظم الميادين، عيوب فى أسلوب تفكيرنا، وتناولنا وتطبيقنا لها، إن أى تغيير فى الأشخاص بدون تغيير تلك المبادئ والعادات المسكوت عنها، لن يسهم إلا فى تغيير فاسدين بفاسدين، حتى وإن اخترنا صالحين ووضعناهم فى نظام إدارى غبى، فسيكون مناخ العمل مفسدا لصلاحهم، إذ كيف لصالح أن يعمل فى منظومة أسست لمصالح فاسدين.

آن أوان أن يشترك كل مصرى فى تلك الثورة بمقترحاته، فكل منا أعلم بعيوب مجاله، وكل منا أعلم بكيفية استغلال المفسدين لثغرات النظام الإدارى والقانونى، آن أوان سماع كل الصامتين، إن خبرتك، أيها المصرى، فى مجالك لهى كنز عظيم تحتاجه مصر الآن، هيا تكلم، افتح قلبك وعقلك لبلدك، لتسهم فى بناء ما تهدم، وسد الثغرات التى تسلل منها كل فاسد، إن اقتراحك الآن أمانة آن وقت أدائها.

وأبدأ بنفسى، بأول اقتراح، بأن تقسم أنشطة الوطن بتقسيمات يعلمها الجميع، مثلاً حسب الوزارات، ويعلن هذا التقسيم بكل دائرة إعلامية، صحف، مجلات، إذاعة، وتستقبل تلك الدوائر المقترحات لتنشر ما تختاره للنشر، وترسل الكل إلى مراكز صنع القرار حيث يكون بها دوائر عليا لتجميع كل الاقتراحات وتطبيق ما تراه مناسباً بشفافية توضح سبب تفعيل مقترح على الباقى.

آن أوان أن تكون ثورتنا ثورة مقترحات، نقاشات فى بناء مصرنا، نحن فى حاجة إلى منظومة إدارية قانونية سياسية مناسبة لطبيعة المصريين، صالحة لزيادة إنتاجهم، كاشفه لأى فساد يطرأ على منظومتهم، ولن تتحقق تلك الشروط، إلا إذا ساهم كل قائم بالعمل على صنع تلك المنظومة بنفسه، بأفكاره، بمقترحاته، بتحذيراته، حتى بعبارات التأييد، المهم أن ينتمى المصرى لعمله، لبيته، لشارعه، حتى لمقعد المواصلات الذى ينقله لعمله، فإن انتماءك لمصر هو انتماؤك لكل جزء فيها، بشعورك أنها جزء منك وأنت جزء منها، تنمو بنموك، وتمرض لمرضك، وتستفيد بمقترحك، كيف تشكو من الحال وتطالب بالتغيير بغير مشاركة منك فى إحداثه؟