عبير حجازى تكتب: متقولش أمين شرطة إسمله

الأربعاء، 02 مارس 2011 12:04 ص
عبير حجازى تكتب: متقولش أمين شرطة إسمله صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحمد لله أن ابنى ما زال صغيرا حتى لا يسمع ما يقوله الناس عنى، كانت هذه العبارة هى أول كلماته التى بدأ بها حديثه معى وعندما سألته لماذا تقول هذا القول، قال لى ألم تسمعى ما يقال عنا فى هذه الأيام ألم تشاهدى نظرة الناس لنا على أننا جبناء وخائنون، ألم تشاهدى ما نتعرض له من إهانة أخرها هذا السائق الذى سبنى وألقى بالسيجارة فى وجهى ولم أستطع أن أنطق بحرف، قال هذه الكلمات وأنا ألمح دمعة لمعت بها عينه دمعة حاول أن يخفيها فلا يمكن أن تجتمع الدموع مع زيه الميرى . نظر إلى فى حزن وهو يقول أنا أعمل أمين شرطة وأدرس بكلية الحقوق فى نفس الوقت وخدمتى فى حراسة الميناء، أنا لم أترك مكان خدمتى أثناء الأحداث فى أيام الثورة لا أنا ولا زملائى علما بأنه لم يكن هناك فرد أمن واحد فى المحافظة بأكملها سوى حراس الميناء وعلما منا بمدى حساسية العمل فى مواقع كالموانئ والمطارات ولأنها من أخطر المواقع حيث إن علينا حراسة الصوامع والغلال والغاز والحاويات فلم يبرح أى منا مكانه، نحن لسنا مرتشين ولا سارقين كى نعامل هكذا، سواء من الضباط الكبار فى الماضى أو من جماهير الشعب الآن، فعلى الرغم من أن لنا نفس مؤهلات الضباط إلا أنهم كانوا يسيئون معاملتنا ويتعصبون علينا فى القول فنحن وأفراد الأمن دائما الأقل فى كل شيئ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هل تعلمى أن راتبى بعد عشر سنوات من الخدمة لا يتعدى الستمائة جنيه وحوافزى مائة جنيه فقط كل ثلاث شهور مع هذا أحمد الله أنى لم أمد يدى مطلقا ولم يدخل بيتى قرشا واحدا من الحرام وكنا عاشمين فى تغيير الأحوال بعد الثورة فى أن تتحسن أحوالنا إلا أن السيد الوزير بعد أن وعدنا بزيادة 150% ولم ينفذ هذا الوعد وكنا نأمل فى أن يصل صوتنا إلى الرأى العام حتى تجد مطالبنا طريقها إلى النور .قلت له ولكن هل تعلم مدى حالة الاحتقان التى باتت تسيطر على علاقتكم بالشارع ورجل الشارع ، ألا تشعر بأن كم التعاطف معكم سيكون قليلا نوعا ما؟ فبادرنى بالقول ما نحن إلا ضحية للتعليمات، فنحن عبد المأمور.

وإن كان هناك عدد قليل منا (أمناء الشرطة وأفراد الأمن) لا أقصد كبار الضباط يأتى بتصرفات غير لائقة فماذا تنتظروا من فئة لا يكادون يجدون قوت يومهم نظرا لضعف رواتبهم ونظرا لمشقة عملهم فقد يضطر الواحد منا للسفر أكثر من مائة كيلو متر يوميا لكى يصل إلى مكان عمله، كما أنه لا حق لنا فى العلاج فى مستشفيات الشرطة لو مرضنا أو مرض أحد أبنائنا؟ فقلت له لا تحزن وسوف تتحسن كل هذه الأحوال قريبا، لقد قامت الثورة من أجلكم كما قامت من أجلنا ولتكن صفحة جديدة نمد يدنا فيها بالتسامح تاركين الماضى بكل رواسبه القديمة حتى نستطيع بداية عهد جديد بالعمل يد واحدة من أجل مصر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة