أوهمونا أنهم المرابضون دوما فى وجه تجبر إسرائيل، فاكتشفنا أنهم من يمهدون الأرض لخطواتها المتجبرة، أوهمونا أنهم الحصن السميك ضد إسلاميين متطرفين قد ينخرون فى أجسادنا، فاكتشفنا نضجنا فى عمومنا وفهمنا الأشمل للدين الحنيف، بينما هو منهم براء، أوهمونا أنهم المكابدون لنهم التناسل عندنا رغم قلة مواردنا، فاكتشفنا أن الخير منثور فى الربوع لا يرتون هم منه أبدا، أوهمونا بأن الرخاء الاقتصادى آت ببعض الصبر ولعلهم كان يقصدون أنفسهم فقط، أوهمونا أنهم بديل الفوضى فاكتشفنا أنهم هم الفوضى والبغال والحمير، ونحن تنظيم المرور وطلاء الميادين، أوهمونا أنهم درع الأمن والملاذ ضد الفزع، فافرخنا لجانا شعبية تحرس ليل نهار ودون إتاوات تفرض، أوهمونا أن الفتنة الطائفية قاب قوسين أو أدنى فصلينا فى الميدان معا.
أوهمونا أننا لم ننضج بعد ديمقراطياً فسمعنا من ينادى بحرقنا ولم نتوجه له كى نحرقه وهم كانوا يفعلون، أوهمونا أنهم باقون مادامت قلوبهم تنبض وكأنهم قدر محتوم، فإذا القدر يستجيب لرغبتنا فى الحياة. أوهمونا أن الفساد شأن إنسانى عالمى، فإذا الشرفاء منا ينبرون لضحد فسادهم.
أوهمونا أن أبناءهم هم خير من أنجبت النساء، فإذا هم طوال الثورة يتوارون فى حجب كحجب النساء وقد أشرقت نساؤنا تنير ميادين الثورة، أوهمونا أن لهم جنوداً شداداً غلاظاً، فإذا هم يفرون أمام صدورنا العارية، أوهمونا أن الشعوب العربية تتحرش بنا فإذا هم يفرحون بفرحنا ويتألمون بألمنا، ولا ينتظرون سوى عودتنا.
أوهمونا أن الغرب لا يحترمنا لجهلنا فعلمناهم كيف نصنع الاحترام دونهم. يا كل بقايا النظام المأفون، بعض حمرة خجل.. وارحلوا جميعا طوعا.. قبل أن تستجيبوا وأنتم مكرهون.
مظاهرات 25 يناير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة