جلال أمين لـ"الحياة والناس: لابد من استمرار التظاهرات المطالبة برحيل شفيق.. ولم أُفاجَأ بما حدث فى 25 يناير.. والثورة كشفت أقلام المنافقين التى كانت "تطبل" للنظام السابق

الأربعاء، 02 مارس 2011 03:23 م
جلال أمين لـ"الحياة والناس: لابد من استمرار التظاهرات المطالبة برحيل شفيق.. ولم أُفاجَأ بما حدث فى 25 يناير.. والثورة كشفت أقلام المنافقين التى كانت "تطبل" للنظام السابق المفكر والمؤرخ الدكتور جلال أمين
كتبت فاطمة خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المفكر والمؤرخ الدكتور جلال أمين، أنه لم يفاجئ بما حدث فى ثورة 25 يناير، حيث كان يرى أن الشباب قد تغير للأفضل فى السنوات الأخيرة من خلال مؤشرات عديدة، حتى وقعت أحداث الثورة التى أثبتت ما ظنه منذ فترة طويلة فرأينا تضحية بالنفس وشهامة من قبل الشباب.

وأضاف أمين، أن كل الأشياء السلبية التى حدثت فى مصر قبل الثورة فى الأربعين سنة الماضية كان لها بعض الإيجابيات، فمثلاً الانفتاح الاقتصادى بالرغم من سلبياته العديدة ولكن كان له مزايا منها: أنه وسع أفق الشباب وزاد من طموحهم وحيويتهم، وكذلك كان السفر لدول الخليج أدى لتحرر المرأة ومشاركتها فى الحياة العامة بشكل أكبر.

وأشار أمين، إلى أنه يفضل تسمية ثورة 25 يناير بثورة الشباب لأن دورهم كان واضحاً من البداية، وهم الذين كان لهم الفضل فى إطلاق شرارة الثورة، كما أن لهم دوراً مستمراً حتى الآن، مضيفاً أنه ليس غريباً أن تكون الثورة ثورة شباب، وذلك لأن التكوين العمرى للمصريين مؤخراً معظمه من الشباب الصغير فى السن.

واستطرد قائلاً، إن معظم المشاركين فى الثورة قد ولدوا فى عصر مبارك ولا عجب أنهم قاموا بالثورة، خاصة أن قلة معرفتهم بالماضى مثل جيل النكسة جعلهم أكثر جرأة فى المطالبة بحقوقهم، وقال: "لست مستغرباً من أن سقف مطالب الشباب مازال مرتفعاً، لأنهم يطالبون بالتخلص من كل رموز النظام السابق."

واتفق جلال أمين مع مطالب الشباب واستمرارهم فى التظاهر فى ميدان التحرير حتى تتحقق مطالبهم بوقوع كافة رموز النظام السابق، خاصة أن هناك وجوه قديمة فى الوزارة الحالية لم تغيرها التعديلات الوزارية"، مضيفاً: "لا أظن أن هؤلاء الشباب يطلبوا أن يتغير النظام بين عشية وضحاها، ولكن هناك مطالب لا تقبل التأجيل، مثل: أن يتغير رئيس الوزراء أحمد شفيق وبعض وجوه الوزراء من الوزارة القديمة فى عهد الرئيس السابق".

وأضاف أن رئيس الوزراء أحمد شفيق له مزايا شخصية عديدة ولكن ارتباطه بالنظام السابق يضعف الثقة به، ولابد من الاعتراف بأنه فعل أشياء كثيرة إيجابية، منها تقديمه العديد من الشخصيات الهامة للمحاكمة.

واقترح أن تكون التظاهرات فى ميدان التحرير الوقت الحالى بالتناسب، وقال: "فليذهبوا للتحرير ويطالبوا ولكن يحدث هذا بطريقة أكثر هدوءا مما حدث خلال الأسابيع الماضية، خاصة أننا لابد أن نترك للحكومة فرصة لتحقيق بعض المطالب"، وأوضح أن "من أهم إفرازات الثورة هو الأقلام التى تنافقها فى الوقت الذى كانوا فيه فى وقت سابق تنافق النظام."

وهاجم أمين هذه الأقلام قائلاً: "هناك مجموعة من المنافقين يجيدون النفاق بشكل مدهش حسب الموجة والتيار، على أمل أن ينسى الناس انتمائتهم التى يمكن توثيقها"، مشيراً إلى أن هناك "أمثلة فظة وموجودة بكثرة بين كبار الصحفيين الذين يفهم الناس انتماءاتهم جيداً، ومهما غيروا لونهم لن ينجحوا فى خداع الناس أو تضليلهم."

وضرب مثلاً على هذا الأمر بما كان يحدث فى الصحف القومية مشيراً إلى أن كل الأسماء البارزة فى هذه الصحف كانت تعمل مع النظام وتبرر مواقفه بينما يتم منع الصحفيين الشرفاء من الكتابة، والذين يمثلون أغلبية ساحقة لا يعلنون عن أنفسهم.

وأضاف أن مكرم محمد أحمد تم حسابه على أنه من النظام السابق ومؤيدا له بالرغم من عدم إعلانه لهذا الموقف بشكل واضح، إلا إن طريقة تناوله لبعض الموضوعات وأسلوبه فى معالجة القضايا كشف عن انتمائه الحقيقى وصنف بأنه من أتباع النظام.

وكشف عن وجود تناقض فى النظام القديم، الذى قام بعمل صحف للمعارضة فى الوقت الذى منع فيه كتاباً للفريق سعد الشاذلى، لأن كتاب الشاذلى كان سيفضح مبارك ونظامه، أما سماح النظام لصحيفة الدستور المعارضة فقد جاء بناء على قرار مدهش اتخذه النظام وهو "اللى عاوز يشتم يشتم خلى الناس تفضفض وإحنا هنعمل اللى عايزينه"، ولكن فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة تم منع صحيفة الدستور وحدث تزوير فى الانتخابات استعدادا للتوريث.

وأشار إلى أن المصطلحات الجديدة التى أفرزتها الثورة مثل: المتحولون، ثوار التحرير، ليست غريبة، لأن الثورة تزيد من بلاغة وفصاحة الناس.

وأكد أنه لا يتوقع أن تحدث "ثورة مضادة"، معتبراً أن هذا الأمر يستحيل حدوثه فمن غير المعقول إرجاع الأمور لما كانت عليه قبل الثورة.

ومن أسباب استحالة حدوث ثورة مضادة أن الفضائح التى تعرض لها النظام السابق هى فضائح شديدة لا مخرج منها، وكذا فإن الشباب قد اكتشف نفسه والشعب اكتشف شبابه، علاوة على الإعجاب الشديد من العالم بالثورة ونجاحها.

وأوضح أن هناك نقطة ضعف فى ثورة يناير وهى أنها بلا رأس أو قائد وكذلك عدم وجود برامج تفصيلية لها، مضيفاً أن إيجابيات الثورة كثيرة منها أنها أول حركة شعبية بهذا الحجم لها مبادئ نبيلة.

وأشار إلى أن مصر تتقدم فى الأيام الحالية، وأنه لا داعى للتشاؤم، لأن المصرى استعاد روحه بعد ثورة 25 يناير.

وأوضح أن الثورة المصرية تشجعت بفضل ثورة تونس، خاصة أن البلاد العربية همومها واحدة وبالتالى فالعدوى لعبت دوراً كبيراً فيما يحدث فى العالم العربى.

وقال "آن الأوان لأن نستعيد الدولة القوية ضد الأعداء وضد الفاسدين، خاصة أنه على مدار التاريخ فإن فترات الازدهار كانت مرتبطة دائماً بالدولة القوية التى من أهم سماتها أنها دولة وطنية لا تبيع نفسها للخارج".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة