أصبحنا فى مرحلة جديدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بعد ثورة 25 يناير تركيز على الحرية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وهذه المرحلة أراها فى أمس الحاجة إلى ثورة أخرى ثورة أخلاق جديدة تستكمل ما بدأته ثورة الشعب والتى لم يمهلونا أن نفرح ونشعر بالنصر حتى خرجت علينا ثورة من نوع غريب ناتجة عن ظلم وكبت لمرحلة سابقة.
فقد بدأت حالة من الفوران والغليان الشعبى تزامنت مع حالة الانفلات الأمنى والذى كان لغزا محيرا للجميع وان كنا بدأنا نعرف سبب ذلك رويدا رويدا مع الأيام والأحداث هذا الانسحاب الأمنى وما نتج عنه من نهب وسرقة وترويج آمنين وحرق سجون وإشاعة حالة من الرعب والخوف فى الشارع المصرى مما يضعنا أمام علامات استفهام مذهلة لم يجب عليها، كيف لهؤلاء الشباب الذين نظفوا الميدان والشوارع وحملوا الأعلام وهتفوا وغنوا خلال الثورة إذا بهم حين فتحت المدارس والجامعات يتحولون إلى أداه فى أيد من لهم مصالح سياسية أو شخصية ليطالبوا بمطالب فئوية أغلبها فى رأيى غير مشروعة فى الوقت الحالى دون إنتاج، فمثلا يطالبون بزيادة فى الأجور دون أن يقابل ذلك إنتاج والبلد على وشك الإفلاس ولم يطالبوا بالعمل والإنتاج أما المثقفون والإعلاميون فإنهم تحولوا مع بوصلة الثورة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومعظمهم بحث عن مجد شخصى وتباهى بأنه من أبناء ورواد التحرير ومن ثم فأنه الراعى الرسمى لتلك الثورة وهو المهيمن على شبابها وهو القائد لمسيرتهم وهو المنظر لأفكارهم ومبادئهم وتفشت فى المؤسسات الصحفية ظاهرة التعدى على الرؤساء والمدراء بالسب أو القذف.
فالثائر الحق وكما قال الشيخ الشعراوى رحمة الله هو الذى يثور ليهدم الفساد ويهدأ ليبنى الأمجاد أى أننا اليوم علينا جميعا أن نهدأ ونعتبر ونفكر لنبدأ مرحلة البناء الأخلاقى لمجتمع يعانى من الفقر والجهل والظلم والحقد نبدأ مرحلة التسامح والتصالح المجتمعى فما تحتاجه مصرنا الغالى هو ثورة أخلاقية تعيد لنا التوازن وتمنعنا من السقوط فى براثن الكراهية وشرور الانتقام.
نعم للمحاسبة وفق القانون ولا للغوغائية ومحاكم التفتيش نعم للتسامح والتصالح مع من أخطئوا وأنابوا واستغفروا ولا للتغافل والتقاضى وإعادة الأخطاء وليس يعنى ذلك أن ننسى من قتل أو سرق أو هدم الوطن نتذكر حتى تنفعنا الذكرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة