لا شك أن ثورة 25 يناير قد أعادت لنا مصر الحقيقية القوية وأنهت حقبة من الزمن ظلت مصر فيها ضعيفة ومزيفة، الذى لا نستطيع إنكاره أنه منذ قيام الثورة وكأن رياحها قد صارت الإكسير الذى لا يزال يستنشقه المصريون منذ ذلك الحين فدبت القوة فيها من جديد وعادت لسابق عهدها، نعم ليس بالقدر الذى نريده لكنها الخطوة الأولى فى مشوار الألف ميل كما عادت إلينا الإرادة الصلبة التى ظنناها قد تلاشت وفقدت ولن تعود مرة أخرى، آية رجوع تلك القوة والإرادة هى الحيوية الشبابية التى ظهرت أثناء التظاهرات واستمرت حتى تنحى الرئيس السابق مبارك.
ثم التظاهر كل يوم جمعة من أجل الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتنفيذ مطالب الثوار وذلك يدل على تملك روح الإصرار والعزيمة عندنا، من منا لا تنتابه السعادة والفرح حين يشاهد الشباب وهم ممسكون بالمقشات لتنظيف الشوارع وتجميل الميادين.
والذى أقنعنى بنجاح الثورة وانتشار روحها الوثابة أن تنظيف الشوارع وبث روح التعاون لم يحدث فى ميدان التحرير فقط وإنما عم جميع أركان مصر بالإضافة لإنشاء روابط شبابية على الفيس بوك من أجل إقامة حوار بين مختلف الفئات العمرية يعمل على تقدم البلد وتكوين لجان شعبية للدفاع عن الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة وما كان يحدث ذلك إلا بفضل رياح الثورة وانتشار عبقها وسريانه فى كل نفس مصرية.
هذه الروح أكدت لى نجاح الثورة الجديدة ووضح ذلك جليا فى مدينتى ديروط حيث الكبت والقمع اللذان أديا إلى شيوع ثقافة اللامبالاة والسلبية والتواكل فى الماضى وبعد الثورة تكاتف الشباب من أجل تنظيف المدينة وعقد الاجتماعات مع المسئولين وطرح نقاش ديمقراطى بناء، مما جعلنى فى النهاية أؤمن بأن الأنظمة السابقة أخرجت أسوأ ما فينا وثورة 25 يناير أخرجت أفضل ما فينا، فوداعا للسلبية والبيروقراطية والفساد والظلم ومرحبا بالحرية والمحاسبة والازدهار وتهانينا لاستعادة مصر القوية الحقيقية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة