اعتمد مجلس الأمن الدولى مساء أمس الخميس بعد ثلاثة أيام من المفاوضات الشاقة قرارا يجيز استخدام القوة ضد نظام الزعيم معمر القذافى لمنعه من شن هجمات على المدنيين إلى جانب الحظر الجوى.
ويجيز القرار الذى تبناه مجلس الأمن بموافقة عشرة أصوات وامتناع خمسة عن التصويت، استعمال "كل التدابير الضرورية" لحماية المدنيين وفرض وقف لإطلاق النار على تشكيلات الجيش الليبى، بما فى ذلك تنفيذ ضربات جوية، لكنه يؤكد أنه لا يجيز احتلال أى جزء من ليبيا.
وبعد أن استخف بقرار المجلس واعتبر أنه لا يساوى قيمة الورق الذى كتب عليه ويهدد وحدة ليبيا وأنه "تآمر على الشرعية ودعوة لذبح الشعب الليبى"، أعلن الأمين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم مساء أمس أن ليبيا مستعدة لوقف إطلاق نار ضد المتمردين.
وقال الكعيم إن ليبيا سوف تتعامل مع قرار المجلس الأمن رقم (1973) الخاص بالحظر الجوى، والذى صدر أمس الخميس بموافقة عشر دول وامتناع خمس دول من المجلس عن التصويت بينها (الصين وروسيا).
وجاء فى بيان البيت الأبيض أن "القادة اتفقوا أن على ليبيا أن تمتثل فورا لكافة بنود القرار وأن أعمال العنف ضد السكان المدنيين فى ليبيا يجب أن تتوقف"، مضيفا أنهم "اتفقوا أيضا على تنسيق الخطوات المقبلة بصورة وثيقة ومواصلة العمل مع العرب وغيرهم من الشركاء الدوليين لضمان تطبيق قرار مجلس الأمن الدولى حول ليبيا".
وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن أوباما اتصل هاتفيا بساركوزى وكاميرون بعد تبنى قرار مجلس الأمن رقم 1973 الخاص بفرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا ويجيز استخدام القوة ضدها ، للتنسيق بشأن إستراتيجية التعامل مع الجماهيرية.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قد قالت إن مستقبل ليبيا يجب أن يقرره الشعب الليبى، مشددة على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الليبيين وتدعم حقوقهم العالمية، وذلك فى الوقت الذى أعلن فيه مصدر فى الحكومة الإيطالية أن روما أبدت استعدادها للسماح باستخدام قواعدها العسكرية فى تنفيذ قرار المجلس الذى يفرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا، فى المقابل، قالت ألمانيا اليوم الجمعة، إنها امتنعت عن التصويت على القرار الدولى لفرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا لأنها ترى أخطارا ومخاطر كبيرة فى تدخل عسكرى ضد الزعيم معمر القذافى.
من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قرار مجلس الأمن رقم 1973 الخاص بفرض حظر الطيران فوق ليبيا بـ"التاريخى"، معربا عن توقعاته اتخاذ إجراءات فورية بشأن أحكام القرار، وذلك نظرا للحالة الحرجة فى ليبيا، قائلا: أنا على استعداد لتحمل مسئولياتى على النحو المطلوب بموجب هذا القرار، وأنا شخصيا سوف أسافر إلى المنطقة لدفع جهودنا المشتركة فى هذه الساعة الحرجة.
والجدير بالذكر أن قاعدة سيجونيلا الجوية فى صقلية، التى تقدم دعما فى الإمداد والتموين للأسطول السادس الأمريكى، واحدة من أقرب قواعد حلف شمال الأطلسى إلى ليبيا وقد تستخدم فى أى عملية عسكرية.
مجلس الأمن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة