د. حسين عبد البصير يكتب: أيها الآثاريون.. اتحدوا!

الجمعة، 18 مارس 2011 02:01 م
د. حسين عبد البصير يكتب: أيها الآثاريون.. اتحدوا! د. حسين عبد البصير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن ما تشهده مصر الآن من تحول طيب نحو الديمقراطية الحقة، حيث الحوار واحترام الآخر لا ينصب فى المقام الأول على المجال السياسى فحسب، وإنما ينسحب على كل المجالات بما فى ذلك وزارة الآثار الوليدة التى حلم بوجودها، ودعا إليها أجيال من الآثاريين المصريين العظام منذ أن تم إنشاء أول مؤسسة رسمية للعناية بالآثار فى القرن التاسع عشر الميلادى فى ظل حكم الأسرة العلوية لمصر.

ومنذ ذلك الحين تناوب عدد كبير من الأثريين الأجانب ثم من المصريين، مع بداية ثورة 1952، على إدارة ورعاية والحفاظ على الآثار المصرية العريقة. واختلفت طريقة كل آثارى فى إدارة المؤسسة الأثرية المصرية وفقا لمنهجه الفكرى والمدرسة التى تعلم فيها ورؤيته التى يرى أنها الأصوب فى الحفاظ على الآثار المصرية الخالدة. ونحترم ونقدر تجربة كل من ساهم، ووضع لبنة طيبة فى صرح الحفاظ على آثار مصر التى تعد سجلا ناصعا وحافلا للأمة المصرية عبر تاريخها الحضارى الطويل.

وتترفع الآن بعض الأصوات المطالبة بمحاكمة وإهانات بعض قيادات العمل الأثرى فى مصر دون دليل قاطع يدينها، غير أن الغرض وراء تلك الإدعاءات هو تشويه القيادات وتدمير تجربة بعضهم الثرية التى أنفق البعض منهم أكثر عمره أو ما يقرب من نصف قرن فى الحفاظ على آثار مصر، وانتشر التخوين والسب والقذف فى حق الجميع دون دليل وترك البعض عمله إما كى يدافع عن نفسه أو كى يسب الآخرين دون دليل بتجن واضح هدفه الانتقام من الذات والآخرين.

وأرى أنه لا داع للتخوين أو التشويه أو هدم الإنجازات أو تدمير البعض بغية الوصول لأعلى على جثثهم، لأن هذا لا يعد نبلا بل انتهازية بغيضة عفانا الله وإياكم منها. وبدلا من أن يلتف الجميع ويصبحون يدا واحدة فى مواجهة ومحاربة والقضاء على نزيف سرقة الآثار المصرية وتهريبها والاستيلاء والبناء غير القانونى على الأراضى الأثرية والحفر خلسة، بحثا الآثار من أجل تحقيق ثراء وهمى غير مشروع فى أسرع وقت ممكن، يقتل بعضنا البعض ويطعن الكل فى الكل!! ولانسمح بالحوار والاتفاق على مبادىء مشتركة، من أجل صياغة ميثاق شرف أخلاقى كى يكون دستورا لنا فى المرحلة المقبلة من العمل الأثرى فى مصر.

وننسى أن لصوص الآثار يسرقون الآثار ويدمرون التراث المصرى العظيم وأن الآثار المصرية مهددة بالضياع إن لم يسرع السيد رئيس مجلس الوزراء بتعيين أى وزير الآثار الذى يجب أن يتلف حوله كل الأثريين، فهذا ليس وقت الخلافات والصراعات المعروف به الوسط الآثارى المصرى. اتحدوا وحافظوا على آثاركم وانسوا حروبكم الصغيرة من أجل أن نحارب حربنا الكبرى وأعنى الحفاظ على الآثار وعدم الانزلاق وراء الشائعات ومحاولات لصوص الآثار الذين يريدوننا أن ننسى مهمتنا المقدسة ألا وهى الحفاظ على آثار مصر ويشيعون الحروب الصغيرة بين جموع الآثاريين. تعلموا من شهداء ثورة 25 يناير الأبرار الذين ضحوا بحياتهم كى نحيا نحن فى حرية وديمقراطية وحياة كريمة واستقرار. انكروا ذواتكم وفكروا فى مصر وكيفية الحفاظ على آثارها. انسوا المناصب والمكاسب والصراعات لفترة حتى نصل جميعا إلى بر الأمان، وبعد ذلك فكروا فى أنفسكم وافعلوا ما تريدون، ضعوا مصر وآثارها نصب أعينكم، علينا أن نعمل جميعا بروح ثورة يناير المجيدة التى قضت على شىء سيئ فى حياتنا السابقة عليها، وإلا فسوف تكتبون على أنفسكم بالانقراض وتقضون على آثاركم بالضياع، وأعتقد أنكم لا ترضون بهذا المصير السيىء لكم أو لآثاركم. وفقنا لله وإياكم إلى ما فيه خير البلاد والعباد وآثار مصر.

• مدير متحف الحضارة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة