د. أحمد الباسوسى يكتب: تعيش مصر حرة

الجمعة، 18 مارس 2011 12:15 ص
د. أحمد الباسوسى يكتب: تعيش مصر حرة طارق البشرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتطلع المصريون إلى الحرية، ويذهبون صباح السبت التاسع عشر من مارس لإبداء رأيهم فى التعديلات الدستورية المقترحة للبدء فى إقامة حياة ديمقراطية حقيقية لأول مرة منذ نحو ستين عاماً من الحكم الديكتاتورى المستبد.

انفرد ناصر بالحكم وغيبه الموت بعد 16 عاماً فى السلطة، ثم أنور السادات الذى مكث فيها أحد عشر عاماً قبل أن يقتل على يد الملازم أول بالقوات المسلحة خالد الإسلام بولى المولود فى محافظة المنيا وزملائه، ثم حسنى مبارك الذى أطاحت به الجماهير فى ثورة شعبية كبيرة اشتعلت فى أنحاء البلاد فى الخامس عشر من يناير 2011 بعد أن مكث فى السلطة ثلاثين عاماً، وكان ينوى توريثها لابنه الأصغر جمال بعد أن تجاوز عمره الاثنين والثمانين عاماً، وقد اعتلت صحته بدرجة ملحوظة.

والمصريون سعداء جدا، على الرغم من القلق الذى يكسو وجوههم السمراء بسبب انعدام الأمن وانتشار ظاهرة البلطجة المسلحة فى الشوارع والأزقة، وانفجار بركان صراع طائفى حسب المصريون أنه تم إخماده أثناء ثورتهم ضد نظام مبارك.

والجدل المنتشر فى وسائط الميديا المختلفة بين المختصين والمحترفين من سياسيين ومثقفين وإعلاميين، وكذلك بين الناس العاديين على المقاهى وداخل غرف الاستقبال فى البيوت حول حصاد الثورة، ومطالبات شباب ميدان التحرير التى ربما لم تتوقف للآن، وأيضا حول تلك الأعمال المناوئة للثورة، وهذا الكم من الأموال والأراضى المنهوبة والمسلوبة، وحجم الفساد الذى أصاب المصريين بالذهول والدهشة، كل ذلك لم يمنع المصريين من التفاؤل والتحدث بأريحية وفلسفة حول جدوى تلك التعديلات الدستورية، وهل هى تناسب متطلبات المرحلة الثورية، أم أن زمانها انتهى بنهاية الرئيس المخلوع الذى طلب إعدادها قبل أن يسلم السلطة بعد ستة أشهر هى نهاية ولايته القانونية، وذلك ما رفضه الثوار وأصروا على رحيله واختفائه من المشهد تماما.

ولأول مرة يكتشف المصريون طعم الحرية الحقيقية فى تلك السجالات والمناظرات التى افتقدوها على مدى ستين عاما من التغييب والتهميش والقمع فى معظم الأحيان.

وبغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، والتى من المؤكد أنها سوف تكون معبرة فعليا عن رأى الجماهير، وتعكس وزن القوى الجديدة التى خرجت فى مدن مصر كلها، خاصة ميدان التحرير المكان الأشهر فى العالم الآن، والتى ترفض التعديلات وتطالب بكتابة عقد اجتماعى جديد يناسب تلك المرحلة الثورية ويوفى بمتطلباتها.

فان الرابح الأكبر، يكون المصريون الشجعان سواء الذين نجحوا فى وأد تلك التعديلات وكتابة العقد الجديد أو الذين تحقق مطلبهم بالتعديل والانتقال لمرحلة جديدة سوف تنقل مصر يقينا إلى مصاف الدول الديمقراطية المتفائلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة