بعد سلسلة طويلة من الاجتماعات على موائد مختلفة كموائد الجبلاية والمجلس القومى والمجلس العسكرى ووزارة الداخلية، وبعد سلاسل من النقاشات والاقتراحات والتنبؤ بما هو آت، استقر الرأى على استئناف الدورى العام للقسم الأول متبوعا بعد ذلك بالقسم الثانى فى منتصف أبريل المقبل.
والحقيقة أن هذا القرار يحمل فى طياته سلسلة أخرى من الرهانات، والتى ستتضح نتائجها مع انطلاق الدورى فى أسابيعه الأولى، وسوف نوجزها فيما يلى.. الرهان الأول: وهو رهان على الانضباط السلوكى لمجاميع المشجعين أثناء دخولهم أو خروجهم من الاستادات المختلفة، أو فى المدرجات أثناء اللقاء، خاصة إذا كان هذا اللقاء يتسم بالندية الجماهيرية أو السخونة التشجيعية.. الرهان الثانى: وهو رهان على مدى قدرة جهاز الشرطة بقياداته الجديدة على تأمين المباريات، والتواصل من جديد مع جموع غفيرة من الشباب المتحمس، وكيفية التعامل مع المندسين بين صفوف الجماهير لإثارة الفتنة من جديد، وكذا مدى التعاون بين الجماهير والشرطة فى تنظيم اللقاء والخروج به إلى بر الأمان.. الرهان الثالث: وهو رهان على مدى وعى جماهير الكرة المصرية، وعصبها الأساسى من الشباب، على أن منافسات الدورى ليس إلا نشاطاً رياضيا، ولا يجب أن يلهينا أو يصرف أنظارنا أو يشغلنا عن الوضع السياسى وتطوراته على أرض الواقع، وعن الهدف الأساسى الذى قامت من أجله الثورة، وهو إعادة بناء النظام السياسى والاجتماعى فى مصر.
الرهان الرابع: وهو رهان جزئى أو بالونة اختبار عن مدى نجاح ثورة يناير فى تغيير سلوكنا كمصريين، وتحويل كثير من الأفعال السلبية، والتى تدعو إلى التعصب والتشنج، وتصل أحيانا إلى العنف وإلى تصرفات إيجابية نضرب بها المثل للعالم كله عن مدى تحضرنا وقدراتنا الشخصية على استمرار عجلة الحياة فى مصر فى جميع المجالات رغم كل الصعوبات التى نواجهها فى الوقت الراهن.. الرهان الخامس: وهو الرهان الشخصى رهان كل واحد منا على نفسه وقدرته على تغيير سلوكه الشخصى للأفضل، وكذلك قدرته على التقويم والردع للمتجاوزين من حوله.
وفى رأيى الشخصى هذا هو الرهان الأهم، ولقد أثبتنا جميعا فى 25 يناير وفى ميدان التحرير قدرتنا على عمل المستحيل، وأثبتنا آنذاك للعالم كله أننا إذا أردنا واتحدنا وصممنا فإننا الأقوى والأقدر والأكبر.
وأخيراً وليس آخراً أود أن أقول إن هذا الرهان الأخير ليس قادراً فقط على إسقاط نظام، بل قادر على بناء نظام جديد وسلوك جديد يعبر بمصر من كونها قوة إقليمية عظمى إلى قوة عالمية عظمى شريطة أن يراهن ويؤمن كل منا على نفسه وبنفسه.
تامر عبدالحميد يكتب: الرهانات الخمسة على استئناف الدورى
الجمعة، 18 مارس 2011 09:34 ص