ربيع الشيخ

الشرطة فى خدمة من؟

الجمعة، 18 مارس 2011 01:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشرطة أحد أهم الأجهزة فى أى دولة فى العالم، لأنها مرادف للأمن فى ذهن المواطن، بمعنى أنه يشعر بالحماية إزاء وجودها ولكن حين ينهار كل ذلك، ليصبح ذلك الجهاز مهمته حماية النظام لا الشعب، ومن ثم تعين على المجتمع أن يدبر أمر الدفاع عن نفسه.

ذلك أن الناس يشاهدون العديد من عربات الأمن المركزى تستنفر لقمع المظاهرات وتفريقها، كما يشاهدون حشود الشرطة تؤمن الأكابر، وتصطف فى المواكب الرسمية، ولكنهم لا يكادون يلمسون لها حضورا يذكر فى حياة الناس العادية. إن شئت فقل إن القادرين حاولوا حل المشكلة بإمكاناتهم الذاتية، أما الأغلبية الساحقة فلم يعد لها حارس سوى الله.

وهنا نتساءل: لماذا لا يتعامل رجل الشرطة مع المواطنين بطريقة حضارية راقية؟، ألم يعلم أن سلوكه مع المواطنين سيكون سبباً لتقدم الوطن وأن عمله ليس مجرد "أكل عيش"، بل إن تقدم الأمة تقع مسئوليته على كاهله. إن رجل الشرطة فى المجتمعات المتقدمة لا يقل أهمية عن دور المعلم المسئول عن الأجيال ومستقبل الأمة كلها. إن رجل الشرطة هو أحد أهم أعمدة بناء الأمة تماما كرجال الفكر والثقافة. إن رجل الشرطة هو الوحيد الذى يستطيع أن يجعل من شوارع البلاد وطرقاتها وميادينها وأماكنها العامة وساحاتها مفخرة لأبناء البلد. إن الشرطة لا يجب أن تخضع للحكومة، بل تخضع للقانون ومتى خضعت للقانون، فمن السهل أن يخضع الشعب له ومتى ساد القانون أصبحت مصر جنة الله على الأرض.

والمتابع للحوادث المتتالية التى وقعت فى مصر المحروسة بعد ثورة 25 يناير، وخلال السنوات الأخيرة يلاحظ أنها أفقدت المواطن العادى الشعور بالأمان فى المدن بوجه خاص. وهذا الشعور لا يتحقق بتصريحات مسئولى الداخلية المطمئنة ولا بتقارير الأمن العام المجاملة، لكنه كأى شعور ينبنى على ما يلمسه الناس على أرض الواقع.

وهذا الواقع يحفل بالشواهد التى تدل على زيادة جرائم السرقة والخطف بمختلف أنواعها. وزيادة فى جرأة معتادى الإجرام التى باتت تدفعهم إلى اقتحام المساكن المأهولة، وقتل من يعترض طريقهم. كما أن هؤلاء أصبحوا يرتكبون جرائمهم فى وضح النهار وفى الشوارع الرئيسية، بسبب ذلك فإن المواطن لم يعد مطمئنا فى بيته، ولا أصبح مطمئنا وهو سائر فى الشارع. وإذا كان يملك سيارة فإنه لم يعد واثقا من أنه سيجدها على باب بيته فى الصباح.

وإذا كان للأسرة طفلة أو فتاة فقد باتت تخشى أن ترفع أعينها عنها فى أى مكان، بعد الشائعات التى راجت عن قضايا التحرش والاغتصاب.

بعض الناس قاموا بشراء الأسلحة وترخيصها للدفاع عن أنفسهم وبيوتهم. وأكثر منهم أضافوا أبوابا حديدية إلى شققهم ذات الأبواب الخشبية، وأمثالهم قاموا بتركيب أجهزة إنذار فى بيوتهم، وأسياخ حديدية لتأمين نوافذها، أما أطقم الحراسات الخاصة التى أصبحت ترابط فى مداخل البنايات فقد انتشرت وتضاعفت أجورها، حتى باتت شركات الحراسات الجديدة بمثابة وزارة داخلية موازية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة