كواليس لقاء الدكتور عصام شرف مع رؤساء تحرير الصحف والكتّاب والمفكرين

الخميس، 17 مارس 2011 09:19 م
كواليس لقاء الدكتور عصام شرف مع رؤساء تحرير الصحف والكتّاب والمفكرين مجدى الدقاق وحمدى رزق لـ «يحيى الجمل» : أخبار التغييرات الصحفية إيه؟!
محمد الجالى - تصوير- عصام الشامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄رئيس الوزراء يشتكى من الثورة المضادة.. و«نائبه»: لدينا بعض الأسماء من فلول النظام السابق تقف وراءها.. ووزير المالية يدوّن أسئلة الحاضرين
◄◄ «الجمل» يداعب رئيس تحرير «المصرى اليوم» وعبدالله كمال يسأل شرف عن علاقته بالبرادعى

فى لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية والكُتّاب والمفكرين، الخميس الماضى، تأخر د.عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، عن دخول القاعة المجهزة للقاء، فيما سبقه كل من نائبه ووزراء «الداخلية والمالية والتعليم العالى والتربية والتعليم».

لم يتجاوز فارق الوقت بين دخول شرف والوزراء القاعة أكثر من 7 دقائق، ومرّ على جميع أركان الطاولة التى يلتف حولها الحاضرون، وسلّم عليهم فرداً فرداً، ثم عاد إلى مقعده، وكان على يمينه نائبه د.يحيى الجمل، وعلى يساره د.سمير رضوان وزير المالية، الذى تطوّع لكتابة الأسئلة الموجهة لـ«شرف» تمهيداً لتجميعها والإجابة عنها.

لم يخلُ اللقاء من بعض المواقف، وبدأ «شرف» حديثه بأنه فور تكليفه برئاسة الحكومة، استيقظ مبكراً وزار قبرى والديه ليقرأ لهما «الفاتحة» ثم عاد إلى ميدان التحرير، ليستمد شرعيته منه.

بينما طالب مصطفى بكرى، رئيس تحرير «الأسبوع» بأن تحسم الحكومة أمر رؤساء تحرير الصحف القومية بشأن بقائهم أو تغييرهم لأن عدم وضوح الرؤية فى هذا الإطار خلق نوعاً من عدم الاستقرار فى هذه المؤسسات، عقّب مجدى الدقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر، على كلام بكرى بغضب، حيث قال موجهاً كلامه لرئيس الحكومة: «أنا بطمئن الزملاء فى الصحف الخاصة إنى مش مستمر، وطلبت من د.عصام شرف تقديم استقالتى قبل اللقاء»، ثم همّ بالانصراف وهو فى أوج انفعاله، لكن «شرف» و«الجمل» وبعض الكتاب طلبوا منه أن يكمل اللقاء، فى حين لم ينطق بكرى بكلمة تعليقا على تصرف «الدقاق».

اللقاء شهد أيضاً بعض القفشات المضحكة من جانب الجمل، الذى أخذ يعلق على كلمات الحاضرين ويداعبهم، مبرهناً على كلامه بتجاربه السابقة والأمثال التى ورثها عن الكبار، حيث داعب مجدى الجلاد رئيس تحرير «المصرى اليوم» عندما قال: «أنا شغّال عند مجدى» فى إشارة إلى كونه أحد كتّاب «المصرى اليوم» الدائمين، فرد الجلاد قائلاً: «العفو يا افندم»، فى حين ظهر على وجوه عدد من الحاضرين سخطهم على أسلوب «الجمل» الذى كان يقطع حديث «شرف» أكثر من مرة ليدلى بكلمة أو ليقول «إفيه» لإضحاك الموجودين، وكان أكثرهم سخطاً على «الجمل» ياسر رزق، رئيس تحرير «الأخبار» فعندما جاء دوره فى إلقاء سؤاله على «شرف» سأله الجمل: «الاسم معلش؟!»، فرد رزق متجهماً: «أنا ياسر رزق رئيس تحرير جريدة الأخبار» مولّياً وجهه صوب «شرف»، دون أن يلتفت إلى «الجمل».
وصل عدد من رؤساء التحرير دخل القاعة متأخراً، منهم وائل الإبراشى وعمرو الليثى وأنور الهوارى، ومع ازدحام المكان وعدم وجود مقاعد شاغرة حول الطاولة، اضطر الإبراشى والليثى إلى سحب مقعدين لوضعهما فى الصف الأول مباشرة بجوار زملائهما، فى حين جلس «الهوارى» فى الصف الثانى.

ركّز «شرف» خلال اللقاء على توصيل رسالة، مفادها أن الوضع «خطير جداً» وأن هناك أيادى تعبث بأمن مصر واستقرارها، وتغذى لهيب الفتة الطائفية، وتدفع بالبلاد إلى مصير مجهول، ولم يستبعد تورط دول خارجية فى دعم هذا الاتجاه لتحجيم مصر التى «يقلق» -بحسب وصفه-استقرار وضعها وانتعاش اقتصادها القاصى قبل الدانى.

واتهم «الجمل» فلول نظام الرئيس السابق مبارك بالوقوف خلف الثورة المضادة، واصفاً إياها بالعقول «المظلمة»، مؤكداً أن الحكومة لديها قائمة ببعض هذه الأسماء التى تغذى الفوضى والطائفية والبلطجة.

أما اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية، الذى بمجرد أن أنهى كلمته أراد أن يهمّ بالانصراف لارتباطه بزيارات لأقسام الشرطة ورصد الحالة الأمنية فى البلاد، فاستبقه خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع»، وخاطبه قبل أن ينهض مهرولاً إلى خارج القاعة: «عندنا أسئلة كتير يا سيادة اللواء محتاجينك تجاوبنا عنها»، ثم بادره: «مش المفروض إن المستندات الموجودة فى أمن الدولة اللى اتفرمت واتحرقت يكون موجود منها نسخ فى وزارة الداخلية؟»، وهنا تلعثم «العيسوى»، ثم نظر إلى «شرف» وقال: «إحنا عندنا إجراءات لكن ماينفعش أقول أى شىء على الملأ»، وهنا تعالت أصوات الحاضرين مطالبين «العيسوى» بالانتظار حتى يجيب عن أسئلتهم، وحاصره الصحفيون والكتّاب بسيل من الأسئلة المتعلقة بجهاز أمن الدولة وعمل «الداخلية» فى المرحلة المقبلة، فاضطر للمكوث لحوالى ساعة كاملة حتى يجيب عن أسئلة الحاضرين.

عبدالله كمال، فى آخر لقاء رسمى له كرئيس تحرير لـ«روزاليوسف» بدا عليه الترقب والغضب، ووجه بحدة سؤالاً لـ«شرف»، حول علاقة رئيس الوزراء بالدكتور محمد البرادعى، فى ضوء التأكيد على ترشيح الأخير لاسم «شرف» لرئاسة الحكومة فى اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

فأجاب «شرف» عن سؤال «كمال» بهدوء معتاد، قائلاً: «علاقتى مع البرادعى لا تتعدى بوكيه ورد، ولو كان اسمى طُرح فمن خلال ميدان التحرير وده شرف لىّ»، لكن «كمال» لم ينتظر حتى نهاية اللقاء، وترك مقعده خالياً، خصوصاً بعد أن أعلن «الجمل» أن التغييرات الصحفية قريبة فى «روزاليوسف» و«دار الهلال» و«دار التحرير».

وانحصرت مطالب «شرف» للكتاب والمفكرين فى أن يساعدوه فى مواجهة التظاهرات الفئوية التى أدت إلى تعطيل الإنتاج وتوقف عجلة الحياة، ومن ثم تدمير الاقتصاد المصرى، وزيادة معدلات التضخم ووصلت بأمن البلاد إلى الخط الأحمر.

واتفقت آراء أسامة سرايا رئيس تحرير «الأهرام»، ومحمد بركات رئيس مجلس إدارة «الأخبار»، وعصام كامل رئيس تحرير «الأحرار»، حيث طرح الأول سؤالاً: «هل نحن حقاً فى مرحلة انتقالية.. كى نقدر على تقييم العمل؟»، و«هل المسؤولية الآن تقع على عاتق الحكومة أم المجلس العسكرى؟»، وذهب الثانى إلى أن الحكومة وضعت نفسها فى مأزق حقيقى كونها ربطت وجودها بالثورة وبالتالى وجب عليها تلبية كل مطالب المتظاهرين، مضيفاً: «هناك خطاب ملتبس بين الحكومة وأجهزتها المحسوبة عليها.. إما أن تقول هناك مشروعية للشارع فى كل مطالبه، أو تقول نحن مع هذه المطالب لكن لا نستطيع تلبيتها حالياً»، وقال الثالث: «أرى أن هناك خلطا بشأن المطالب الفئوية، أستشعر أن رئيس الوزراء ترتعش يداه وهو يفتح هذا الملف، لابد أن يفصل رئيس الحكومة بين كونه يتحدث باسم الثورة وبين كونه رئيساً للوزراء».

وقال الدكتور مصطفى الفقى، الكاتب والمفكر «هناك لبس عام، وهو أن مصر الدولة هى مصر الثورة، يجب أن نعالج هذا الأمر بشدة، حتى لا يحدث انقسام فى المجتمع، ويؤدى بنا الحال إلى تصفية حسابات داخلية».

وتطرق «الفقى» للمشكلة الطائفية فى مصر، وقال إنها ليست أزمة عابرة، وإنما متراكمة ومتجذرة، مناشداً الحكومة إبعاد هذا الملف عن إدارة الأمن، وأن يُعامَل الأقباط على أنهم شركاء حقيقيون فى المجتمع، وأن يكون هناك حوار مجتمعى.

وتخوّفت فريدة النقاش، رئيس تحرير «الأهالى» من الثورة المضادة ومخاطرها التى يمكن أن تركز جهدها فى إعادة إنتاج النظام القديم، عن طريق التعديلات الدستورية، التى تجاهلت مناقشة صلاحيات رئيس الجمهورية.

وكعادته، عقّب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، بحدة، قائلا: (إن الثورة حددت أهدافها بكل وضوح.. من يقول إن هناك ثورة مضادة «كاذب».. ما تخوفوناش ببعبع مش موجود.. ده الرئيس السابق مش لاقى له محامى يدافع عنه).

واقترح خالد صلاح، تحفيز المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة لملء الفراغ الأمنى، فى حماية المنشآت الخدمية مثل المدارس والمستشفيات، وقال إننا نحتاج إلى دور المجتمع المدنى فى حماية البورصة عن طريق التبرعات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة