◄◄ شباب الثورة السيناوى: اتفاقية كامب ديفيد حرمت أبناء سيناء من التنمية وفرص الاستثمار
◄◄ نطالب عصام شرف والمجلس العسكرى بتشكيل لجنة وطنية للجلوس مع أبناء سيناء
وجدوا أنفسهم يحملون مسؤولية كبيرة على عاتقهم.. ووضعهم القدر ليكونوا لسان حال أهالى سيناء الذى يتحدثون به لتنفيذ مطالب ظلوا يحلمون بها طيلة ثلاثين عاماً، ورغم أنها مطالب مشروعة إلا أنهم رفضوا أن توصف «بالفئوية» وأكدوا أنها قومية وطنية تصلح لأن تكون مشروع مصر المقبل، ودعوا الدكتور عصام شرف, رئيس الوزراء، إلى تبنى أفكارهم نحو سيناء، وطالبوه بضرورة تشكيل لجنة وطنية للجلوس مع أبناء أرض الفيروز، كما يرون أن فرصة إجراء تجارب البحث العلمى فى سيناء أمر متاح وميسور.
وضعوا تصوراتهم وأفكارهم ومخاوفهم التى ناقشتها «اليوم السابع» فى ندوتها لنجد أنفسنا أمام مجموعة من الأخطار، أولها وأهمها وجود خطة إسرائيلية لاحتلال سيناء، غير أن خطر «العلم» الجديد الذى يراود الكثيرين من أبناء سيناء نقله 4 من الشباب الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير والرافضين لأى اقتراحات تفصل سيناء عن السيادة المصرية، ووجهوا من هنا رسالتهم إلى الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، والمشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى.
فتح سعيد عتيق عضو ائتلاف شباب الثورة، وعبدالرحمن سليم، وصفاء الشريف الإعلامية وعضو لجنة حماية الثورة بالعريش، وداليا جلبانة الناشطة السياسية- ملف سيناء، وأنها جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية ويريدون أن يستفيد «أبناء سيناء» من ثورتهم التى صنعوها، إلا أن ما سيطر عليهم هو كيف تستفيد مصر من سيناء بعد 25 يناير؟
◄◄ هل يطمح أبناء سيناء فى إعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد بعد سقوط نظام مبارك ونجاح الثورة؟
- سعيد: الثورة لم تكتمل مطالبها حتى الآن، ومع اكتمال المطالب نستطيع أن نخلق بيئة سياسية حقيقية تمهد الطريق لاستفتاء شعبى على اتفاقية كامب ديفيد، أما الآن فمصر خرجت من كابوس، ولكنها ما زالت فى محنة، الأمر الذى يجبرنا على تأخير الحديث عن الاتفاقية إلى وقت لاحق بعد أن تستتب الأمور.
- داليا: إعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد ليس مطلب أبناء سيناء فقط، بل هو مطلب المصريين كافة، فالنظام السابق أضاع علينا فرصة مراجعة البنود التى تحرم مصر من الاستفادة من خيرات سيناء والتنمية فيها.
◄◄ كيف انعكست اتفاقية كامب ديفيد على أهالى سيناء؟
- صفاء: الاتفاقية حرمت أبناء سيناء من التنمية وفرص الاستثمار والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة ومياه الشرب، ومشروع مثل تنمية سيناء الذى أوقفه الرئيس السابق بقرار جمهورى حرمنا من كل فرص الحياة الكريمة، ويحتاج أبناء سيناء تمثيلا حقيقيا فى الكليات العسكرية والشرطة وفى مجلس الوزراء وفى الوظائف العامة، ويطمح أبناؤنا فى أداء الخدمة العسكرية كغيرهم من المصريين، لكن الفكرة السائدة عنا أننا بدو لا نقرأ ولا نكتب، وللأسف الإعلام لعب دورا فى هذه الصورة النمطية.
- داليا: ومن النواحى الأمنية أصبح دم البدو مباحا طول الوقت من وزارة الداخلية التى تقتل أبناءنا بدم بارد.
◄◄رجال الأعمال من الحزب الوطنى انتشروا فى سيناء فى السنوات الأخيرة واقترح أحدهم إنشاء وزارة لشؤون سيناء على أن يتولاها وقال إنه أعلم بحياة البدو نظرا لاستثماراته هناك.. فما رأيكم؟
- داليا: سيناء ولادة مثل مصر وبها رجال شرفاء ومثقفون على قدر من المسؤولية، فمن المضحك أن ننشئ وزارة لشؤون سيناء ليتولاها رجل من خارج سيناء، فنحن أعلم بشؤوننا وبالأحكام القبلية والعرفية التى تشكل حياة الناس عندنا.
- عتيق: اتفاقية كامب ديفيد هى السبب الرئيسى فى تهميش أبناء سيناء، وكل ما حدث فى السنوات الأخيرة، خاصة المشاكل الأمنية، فكامب ديفيد تنص على 750 جنديا من القوات المسلحة فى سيناء، وتطرق ذهن النظام السابق إلى سد هذه الثغرة بالشرطة، فأمام كل أربعة من أهل سيناء عنصر أمنى يتلصص عليهم من وزارة الداخلية ويقدم التقارير ضدهم، وإلا اتهمته قياداته بالفشل، فكان عليه أن يختلق وقائع غير حقيقية.
وتابع: الأهم من ذلك أن رجال الشرطة الذين يعملون فى سيناء لا يعرفون كيف يتعاملون مع عادات وتقاليد البدو، واكتشفنا بالصدفة أن جنود قوات حفظ السلام الذين يعملون على الحدود يحصلون على دورات تثقيفية عن المجتمع البدوى من أجل تأهيلهم للتعامل معنا، على العكس من وزارة الداخلية، ومؤخراً بلغ عدد الأحكام الغيابية ضد أهل سيناء 7 آلاف حكم غيابى، تتنوع ما بين قضايا المخدرات والقتل والسرقة وغيرها، ومن المتعارف عليه بين البدو ورجال الشرطة أن يطلب ضباط المباحث منا إرشادهم عن موقع مزرعة مخدرات، ويتفق على أن يتسلم المزرعة فقط دون صاحبها إلا أن الضابط يقبض على شخص آخر بشكل عشوائى «يشيل القضية»، الأمر الذى خلق نوعا من عدم الثقة، ونحن مجتمع عانى كثيراً من التهميش، ولم نر من مصر سوى وزارة الداخلية فانطبع لدى المواطن السيناوى أن مصر هى وزارة الداخلية.
ويضيف: أصبح رجال الأمن يقتلون على الهوية، فإذا مر أحد منا فى الشارع ومحكوم عليه بحكم غيابى يطلق عليه الرصاص، وكذلك فإن رجال الشرطة يسبون البدو بألفاظ نابية تمس شرف الأم، وهو ما تحرمه عاداتنا القبلية بشكل قاطع، وأذكر أننى قابلت طفلا عمره 10 سنوات أثناء الثورة فى العريش يحمل بندقية ويستعد للهجوم على نقطة شرطة فسألته: «أنت بتعمل كده ليه؟»، فأجاب: ضربونى قلم على وجهى عام 2008 بسوق «التلات» لن أنساه طوال حياتى.
◄◄ ماذا تقترح لعلاج المشكلة؟
- عبدالرحمن: قدمنا العديد من المبادرات لتثقيف رجال الداخلية، ونحن مستعدون لذلك منذ الآن ومنذ عام 2007 طلبنا من البدو البعد عن النضال المسلح، لأنه سيجعل منا فزاعة يستخدمها النظام لضربنا، وبالفعل وافقوا على النضال السلمى مقابل الإفراج الفورى عن المعتقلين، وإلغاء الأحكام الغيابية ضدنا.
◄◄ كيف بدأت الدعوة للثورة قبل 25 يناير فى سيناء؟
- صفاء: نسقنا مع القوى الوطنية وشباب الثورة الموجودين فى القاهرة، وبدأت فى الشيخ زويد فى شمال سيناء أول شرارة الثورة، فذهبنا لأهالى المعتقلين وطلبنا منهم الخروج من أجل أبنائهم وكذلك المحكوم عليهم بأحكام غيابية وغيرها، والمرأة السيناوية شاركت لأول مرة منذ 30 عاماً، وبدأت الثورة فى التعبير عن مطالبنا إلى أن تطورت إلى المطلب الأساسى وهو إسقاط النظام لأنه يحقق كل المطالب السابقة.
◄◄ وهل تغيرت مطالبكم بعد نجاح ثورة 25 يناير؟
- سعيد: بعد الثورة قررنا تأجيل مطالبنا الفئوية، ونطالب المجلس العسكرى بالخروج بمبادرة تشكيل نخبة وطنية محترمة تكسب ثقة الجميع تذهب إلى سيناء للخروج برؤية محترمة تضمن استقرار سيناء والتنمية، واستعادة حقوقنا فى الحياة.
◄◄ كيف شاركت المرأة السيناوية فى الثورة؟
- صفاء: رغم تعارض ذلك مع العادات والتقاليد البدوية، إلا أن الثورة جمعت العديد من السيدات على اختلاف توجهاتهن، وهى المرة الأولى التى تشارك فيها المرأة السيناوية منذ عصر الاحتلال، وفى مقر للجنة حماية الثورة بوسط العريش طالب الرجال أن يعدن لمنازلهن ويتركن الميدان للرجال، إلا أن السيدات رفضن لأن الثورة تطالب بالحرية ومن غير المنطقى أن تبتعد عنها المرأة.
◄◄ هل تطرحون وضع سيناء بشكل خاص فى إحدى مواد الدستور؟
- داليا: لا أتفق مع ذلك، لأن الدستور ينظم حياة كل المصريين، وسيناء قطعة من مصر وما نطالب به مجرد حقوق وليس رفاهية، مثل الحقوق الأساسية وتمليك الأرض للبدو، وبعد الثورة نحتاج إلى عودة الأمن إلى سيناء مرة أخرى، فكل هذه المساحة الشاسعة اختفت منها عناصر الداخلية فجأة، وسمحوا بإدخال 700 عنصر أمنى بمحافظة «حدودية» لذلك فإن شباب سيناء وقفوا يحمون الحدود المصرية طوال أيام الثورة لمنع تسلل الفلسطينيين والإسرائيليين.
- عتيق مقاطعاً: إسرائيل هذه الأيام تفكر فى احتلال سيناء لأنها ببساطة موازية لصحراء النقب، واحتلال 400 متر من سيناء الآن يضمن لإسرائيل استمرار معاهدة كامب ديفيد حتى تخرج وتملى شروطها، وفى ظل «كامب ديفيد» أؤيد تسليح أهالى سيناء لكى نضمن حماية البلاد فى حالة أى خطر قادم لأننا أكثر من ذاق مرارة العدو الإسرائيلى، وغير مستعدين لاحتلال جديد، وأيام الثورة وقفنا بالسلاح على الحدود لحماية مصر.
◄◄ ولكن إسرائيل ليست بالغباء الذى يجعلها تحتل سيناء ومصر فى حالة ثورة وتعيش مشاعر وطنية قد تقلب الدفة إلى حرب معها؟
- عتيق: إسرائيل لا ترغب فى توريط نفسها أكثر من ذلك، ولكنها تخشى على معاهدة كامب ديفيد، واحتلال 400 متر فقط يضمن لها استمرار المعاهدة
◄◄ وهل شاركتم فى ائتلاف شباب الثورة؟
- عتيق: أنا عضو فى ائتلاف شباب الثورة ولكننى اختلفت معهم مؤخراً بسبب قضية سيناء، فنحن نرى أن سيناء قضية أمن قومى وقضية مصر كلها لذلك طالبنا بوضع «سيناء» على أجندة الائتلاف، وهو ما رفضه الأعضاء وسبّب الاختلاف.
◄◄ ما مطالب شباب سيناء فى المرحلة المقبلة؟
- عتيق: نطالب حكومة عصام شرف بتشكيل لجنة من البدو المشاركين فى الثورة تضمن له استقرار سيناء فى تلك المرحلة الانتقالية، على أن تتولى الحكومة البدء فى المشروعات التنموية مباشرة عقب استقرار الأوضاع، لأننا ندعم حكومة شرف ولن نعطل أولوياته فى تلك المرحلة، وذلك من أجل القضاء على الأصابع الخفية التى تهدد استقرار سيناء.
- صفاء: كنا نتمنى أن تخصص حكومة «شرف» حقيبة لتنمية سيناء، ولكن مطلبنا العاجل هو الإفراج الفورى عن المعتقلين السياسيين، وإسقاط الأحكام الغيابية، وتمليك البدو أراضيهم فى سيناء لأنها تقوى الشعور بالانتماء.
- داليا: خطة عاجلة لتأهيل رجال الأمن قبل عودتهم إلى سيناء، وضمانات لتنمية سيناء وإصلاح الأوضاع بها، وكذلك التعجيل بنزول رجال الأمن إلى الشارع السيناوى.
- عبدالرحمن: إعطاء الفرصة لأبناء سيناء للمشاركة فى تنمية سيناء فى المرحلة المقبلة، وصنع القرار فيها فى مختلف المجالات.
سيناء ترفض الانفصال عن الثورة وتبحث عن نفسها بعد 30 عاماً من الإهمال
الخميس، 17 مارس 2011 09:19 م