محمد حمدى

الخائفون من الإخوان.. وأنا منهم

الخميس، 17 مارس 2011 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف إن كان هذا شعوراً عاماً فى الشارع؟.. أم لا، لكن على الأقل بين عدد غير قليل من السياسيين والمثقفين، والنخبة المصرية، خوف مبرر من أن الموافقة على التعديلات الدستورية، ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية قريبة، ستفضى إلى فوز ساحق للإخوان المسلمين، وسيطرتهم على الحياة النيابية، ومن ثم تعديل الدستور، ونفوذ كبير داخل السلطة التنفيذية.

والخوف أيضا له مبررات أخرى، فالإخوان جماعة مغلقة قائمة على السمع والطاعة، وليست كيانا ديمقراطيا شفافا، حتى ولو أجرت انتخابات داخلية لاختيار أعضاء مجلس الشورى ومكتب الإرشاد، وقد تعرضت آخر انتخابات جرت العام الماضى لانتقادات كبيرة من داخل الجماعة قبل أن تكون من خارجها.

والجماعة لم تفصل حتى الآن بين العمل الدعوى، والعمل السياسى، وبالتالى يختلط ما هو دنيوى بما هو دينى، فى ذات الوقت الذى أثار فيه برنامج سياسى للإخوان أعلن قبل سنوات جدلا كبيرا حينما رفض الإخوان ولاية المرأة والأقباط، واقترحوا إنشاء لجنة شرعية عليا من رجال الدين تراجع القرارات السياسية للدولة قبل إصداره.

ولدى الكثير من المثقفين الذين عاشوا أيام الثورة الإيرانية خوف من إعادة تكرار نفس السيناريو فى مصر، فقد شاركت جميع القوى السياسية والشعب الإيرانى فى إسقاط الشاه السابق محمد رضا بهلوى، ثم انقلب أيات الله على حلفائهم، وسجنوا وحاكموا 30 ألفا منهم.

لكل هذه الأسباب وغيرها، أخشى كما يخشى غيرى الإخوان، لكننا فى النهاية لسنا كل الشعب، ولا نملك أن نمنح هذا الفريق صك الشرعية، ونمنعه عن ذاك، وبالتالى فإذا أقام الإخوان حزبا مدنيا له مرجعية حضارية إسلامية كما يقولون، وخاضوا الانتخابات وفازوا بها فعلينا احترام إرادة الشعب.

نعم أخشى الإخوان، وأشعر بالقلق والتوجس إذا جاء بهم الشعب إلى البرلمان، لكننا فى الحقيقة نحن معشر المؤمنين بالدولة المدنية، وسائر الأحزاب السياسية، والقوى الليبرالية، والمثقفين، وغيرهم لا نفعل أكثر من الكلام، ولا نتحرك سوى فى دوائر مغلقة على أنفسنا فقط.

أنا مثلا منذ سنوات أكتب داعيا إلى دولة مدنية، ومع ذلك كلما عدت إلى قريتى، وجدت زيادة كبيرة فى أعداد المنتمين للجماعات الدينية مثل الإخوان والسلفيين، وبينما كان البعض يلتف حول الحزب الوطنى، تبخرت الأحزاب السياسية الأخرى التى كان لها وجود فى القرية فى السبعينيات والثمانينيات.

ورغم انتشار الإنترنت فى سائر القرى المصرية، وزيادة عدد المتصفحين والمشاركين، وتعليقات القراء على ما نكتبه، ألحظ أننى وجماعتى من الخائفين من الإخوان لا نحدث تأثيرا كبيرا، أو حتى ملحوظا فى الشارع.. وقد يحصد الإخوان نسبة لا بأس بها فى الانتخابات البرلمانية القادمة، لكن هذا سيكون خيار الناس، وإذا أردنا تغيير هذه الاختيارات فعلينا أن نغادر مكاتبنا، وندواتنا المغلقة للنزول إلى الناس فى القرى والنجوع والعشوائيات، والأحياء الشعبية التى تشكل أغلبية مصر الحقيقية.. وهى المصنع الحقيقى للرأى العام.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة