بصراحة أنا تعبت من كل يوم، أسمع رأيا مختلفا فى التعديلات الدستورية والاستفتاء عليه، فكنا قبل تنحى الرئيس نطالب بالتعديلات وتنحى الرئيس، وبعد ذلك كلفت القوات المسلحة الدكتور طارق البشرى على إقامة لجنة لتعديل الدستور، وبدأت اللجنة فى تعديل بعض المواد الدستورية وأصبحنا نسمع آراء أخرى تطالب ليس بتعديل بعض المواد الدستورية بل إقامة دستور جديد، وأن هذا الدستور الحالى أصبح غير معمول به، خاصة أنه أصبح هناك ما يسمى بالشرعية الثورية التى تلغى العمل بهذا الدستور، خاصة كما قال الدكتور إبراهيم درويش الذى هو علامة فى القانون الدستورى إن ليس هناك ما ينص فى الدستور عن تخلى رئيس الجمهورية عن مسئوليته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، فإذا لم يعمل بالدستور أثناء وجود الرئيس نفسه فكيف نكمل به؟؟ وإنه فى رأيه أن شرعيته أصبحت غير موجودة ولابد من إقامة دستور جديد، وعندما سمعت هذا اقتنعت وبعدها سمعت رأى المستشارة تهانى الجبالى أن هذه التعديلات الدستورية لا تساعد على الديمقراطية بل تساعد على وجود رئيس ديكتاتورى آخر وعندما سمعت كلاهما فى سردهم للمواد وشرحها اقتنعت بعدم الموافقة على هذه التعديلات وأصبحت أقول "لا".
وعندما قرأت فى "اليوم السابع" ما قاله الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ورئيس جمعية مصر للثقافة والحوار فى اجتماعه فى نقابة المحامين ببورسعيد، إنه من الخطر أن نقول "لا" للتعديلات الدستورية، وأن نترك القوات المسلحة تحكم، مشيرا إلى أنه يجب علينا أن نطلب من الرجال الشرفاء أن يتفرغوا للميدان لحماية الوطن.
وأضاف، إذ قلنا "نعم" لهذه التعديلات، خرجنا من نفق الديكتاتورية المظلم إلى الحرية، ولو قلنا "لا" فسوف يبقى حكم عسكرى إلى مدى لا يعلمه إلا الله لنكرر تجربة 1954 ويعود زمن الرئيس الديكتاتورى، وسوف تتكرر تجربة جمال عبد الناصر والبشير فى السودان وغيرهما فقلت "نعم".
فبعد ما قرأت هذا قلت فى نفسى طب العمل أيه؟؟؟!!! هنقول "نعم" ولا "لا"، خاصة أن كلا من الطرفين لهما وجهة نظر مختلفة ولكن الغريب أن تحذيرهم واحد حيث إنهما يحذران من الديكتاتورية، فإذا قلنا "نعم" ديكتاتورية وإذا قلنا "لا" هنروح لنفس النتيجة!!! فإذن ما العمل؟؟؟ وإذا كنا نطالب الشعب أن يذهب ويستفتى ماذا يفعل؟؟؟ خاصة ليس كل الشعب يعى المواد الدستورية أو مطلع على دستور مثل هؤلاء إذن إنه يقوم بالاستفتاء بناء على آراء يسمعها من أشخاص موثوق فيهم سواء هؤلاء الأشخاص والذين لهم وجهة نظر تقنعك بخوفهم على هذا الوطن أو غيرهم، وأما بالنسبة لى فقد قررت وسوف استفتى قلبى واتبع حديث الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ (استفت قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك) صدق رسول الله _ صلى الله عليه وسلم.
