فى أكثر من حديث للسيد وزير المالية فى حكومة تسيير شئون مصر، أثنى سيادته وبشدة على قوة اقتصاد مصر ومتانته وقدرته على التماسك والتحدى برغم الأحداث الجسيمة والفارقة التى شهدتها مصر فى أعقاب ( 28 يناير ) وحتى الآن!!
فهل يجرؤ سيادته على مُجرد الإشارة إلى أن النظام "المسقوط " هو صاحب الفضل الكبير بعد فضل الله فى جعل اقتصاد مصر بهذه القوة وهذا التماسك ؟! وهل يجرؤ سيادته أن يتقدم بأى كلمة شكر لأى ممن كانوا أحد أسباب قوة ومتانة وتماسك اقتصاد مصر فى النظام المسقوط ؟! أظنه لايجرؤ!
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فللسيد وزير التضامن فى حكومة تسيير شئون مصر ابتسامة ( غريبة ) وعيون ( شاخصة ) دوماً إلى الكاميرا بصورة لافتة لأنظار غالبية مشاهدينه فى حواراته التليفزيونية المُحببة إليه دوماً!!
فهل يجرؤ أحد إعلامى مصر – الآن - أن يُشير إلى هذه الابتسامة وهذه العيون الشاخصة كما كان سيادته وزملاؤه يفعلون مع ابتسامة أو عبوس أى وزير من رموز النظام "المسقوط " ؟!
وعن السيد الوزير، فقد أثنى سيادته كثيراً على ما تختزنه مخازن مصر من احتياطى قمح وسكر وأرز وزيت وغيرها من احتياطيات الغذاء برغم الأحداث الجسيمة والفارقة التى شهدتها مصر مؤخراً !!
فهل يجرؤ سيادته حتى إلى مُجرد الإشارة إلى أن النظام "المسقوط " هو صاحب الفضل الكبير بعد فضل الله فى ملاءة هذه الخزائن من خيرات ؟! وهل يجرؤ سيادته أن يقدم أى شكر لوزير التضامن السابق الذى كان أحد أهم أسباب قوة هذا الاحتياطى مع غيره من وزراء التجارة والمالية ورئيس الوزراء ؟! أظنه لا يجرؤ!!
وهل يجرؤ سيادته مثلاً أن يُثنى على أى مجهودات لقائد النظام "المسقوط" أو أحد أركان نظامه فى جعل هذا الاحتياطى بهذه الملاءة ؟! أظنه لا يجرؤ !
ومن ناحية ثالثة –
فقد سبق وأن تسلح الكثير من السادة إعلامى وصُحافى مصر قبل ( 28 يناير ) بالجراءة والشجاعة وإلقاء اللوم على الرئيس السابق بأنه مازال يحكم وقد جاوز من العمر هو ورموز حكمه الـ ( 80 سنة ) ، فهل يجرؤ أحد الآن من هؤلاء السادة أن يلقى اللوم على حكومة تسيير شئون مصر وأكثر من 60 % من أعضاءها قد جاوزت سنين عمره 75 سنه ؟!
وهل يجرؤ أحداً منهم أن يتحدث أو يكتب مُنتقداً عُمر السيد نائب رئيس الوزراء الذى اقترب من الـ 80 عاما أو يزيد ، أو أن الوزارة قد خلت من الشباب مثلاً ؟!
وهل يجرؤ السيد نائب رئيس الوزراء نفسه عندما يتحدث فى حواراته المتعددة عن مقالاته الساخنة التى كتبها ضد النظام المسقوط وقت قوته وجبروته! أن ينسب للنظام المسقوط أى فضل فى إرساء حرية الرأى والتعبير التى كانت؟
من المؤكد أن أحداً من هؤلاء لن يجرؤ على هذا أو ذاك أو تلك !! لماذا ؟!
أقولها مُجيباً بملئ فمى: لأننا نعيش الآن ( أعظم وأبهى وأسعد ) أيام ديكتاتورية الرأى، التى هى ( أسوء وأسود ) أيام الديمقراطية !!
فلو قال قائل منهم أى شىء مما يجب أن يُقال عن مَن دعم وأضاف قوة ومتانة لاقتصاد مصر من أشخاص أو رموز النظام المسقوط فسوف يُهاجم أشد الهجوم ممن قاموا ودعموا أحداث 25 يناير!!
ولو قال قائل منهم أى شىء مما يجب أن يُقال عن أمر الاحتياطى السلعى أو النقدى مثلاً، فسوف يُهاجم أشد الهجوم ممن قاموا ودعموا أحداث 25 يناير وما تلاها من أحداث ، فهُم جميعاً أمام هؤلاء المُدعمين للثورة !! ضعفاء ، واهنين ، لأنهم جميعاً قد استمدوا شرعيتهم منهم وفقاً لما يدعون بفخر واستعلاء !!
أما أنا فأسمحوا لى أن أُعلن براءتى من هذه الشرعية التى تجعلنى أعيش ( أعظم وأبهى وأسعد ) أيام ديكتاتورية الرأى، التى هى ( أسوء وأسود ) أيام الديمقراطية التى بها تنادون!!
وزير المالية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة