رجاء العالم، روائية سعودية، من مواليد مكة، وهى أول امرأة عربية وسعودية تفوز بجائزة البوكر فى نسختها العربية ودورتها الرابعة، وتسعى "العالم" برواياتها المتعددة للقبض على تاريخ هذا المجتمع منذ ولادته وحتى تدرجه إلى العصر الحاضر.
"اليوم السابع" التقت "العالم" بمعرض أبو ظبى الدولى للكتاب فى دورته الواحدة والعشرين وكان هذا الحوار.
باعتبارك أول امرأة عربية تفوز بالبوكر، كيف ترين هذا الفوز؟
أرى أن حصولى على البوكر هو دليل على أننا جميعًا قادرون على التغيير سواءً، وأن للمرأة العربية دورا وقدرة، سواء بالنزول إلى الشارع ورفض القمع والاستبداد أو بالحض على ذلك من خلال الكتابة.
وكيف ترين لجوء لجنة التحكيم إلى قرار المناصفة بينك وبين المغربى محمد الأشعرى؟
بالنسبة لى، فإن قرار المناصفة لم يؤثر مطلقا ولم أجد فيه أى ضير، وذلك لأن التقدير لا يقسم، فروايتى ورواية الأشعرى كسبتا البوكر، أما من ينظرون إلى المبلغ المادى فهو لا يشكل أهمية كبرى لى.
دائمًا ما تتناول كتاباتك المجتمع السعودى، فما هو الفرق بين "طوق الحمامة" ورواياتك السابقة؟
كتاباتى أنظر لها ككائن واحد، بدأ حياتهُ منذ آلاف السنين، ويتدرج نحو العصر الحاضر تلقائيًا، فترى فى كتاباتى مكة تتكلم عن نفسها وذاتها، فى محاولة للقبض على مكة، هذا الكيان الكامل من خلال تتبعى لتواريخها، ولهذا فأنا أنتمى لهذا العالم المتجدد.
ما هى الرسالة التى قد تصل لمن قاموا بالشغب بمعرض الرياض للكتاب وحصولك على البوكر؟
أعتقد أن هؤلاء أناس مبرمجون يتوجهون نحو كتبٍ معينة لإقصائها ولا يمكنهم تلقى هذه الرسالة، ولا أعتقد أن فوزى يشكل لهم أى أهمية، وربما تكون كتابتى عن مكة مفاجأة لمن سيقرأها، وعمومًا كتبى لا يقرأها العامة بل تبحث عنها فئة معينة ممن يؤمنون بأن الكتابة هى فعل "التنقيب فى الذات".
وهل يمكن لكتاباتك أن تشكل جيلاً قادرًا على تحرر السعوديين من السلفيين؟
أعتقد أن الفكر فى السعودية الآن كما هو فى كل مكان، وفى الحقيقة فأنا دائمًا أرفض الرأى القائل بأن السعودية ذات "فكر محلى"؛ فالأجيال الجديدة جميعها متصلة بحضارات العالم وقادرة على التغيير، وما أنا إلا موجة من هذه الموجات الكثيرة التى قد لا يعرفها الآخرون ولكنها موجودة الآن، وكثيرًا ما أتلقى اتصالات هاتفية من فنانين وفنانات وكتاب ومخرجين سعوديين يريدون أن يتواصلوا مع تجربتى، ولهذا فلا يمكننا أن نقول بأن هناك قمعا للفكر فى السعودية، فأنا ولدت بمكة وغالبية حياتى فيها ولم يقمعنى أحد.
وإلى أى مدى سيكون للتيار السلفى تأثير على الأجيال الجديدة؟
لا يوجد تأثير للفكر السلفى على العقول الناشئة بالسعودية، لأنهم صاروا كائنات كونية، ولم يعد هناك إمكانية للإغلاق على أحد، ونحن الآن فى وقت ظهور الأجيال التى تخمرت ونشأت فى العالم كله، وأعتقد أن ما حدث فى تونس ومصر والآن فى ليبيا يؤثر على العالم كله، وهذه الأجيال الجديدة قد أزاحت تأثير التيار السلفى وسيطرته على عقولهم، وفى خلال الخمس أو الست سنوات القادمة سوف تعود الأجيال السعودية من الخارج وسنشهد تغييرًا جذريًا فى المملكة السعودية، بالإضافة إلى أن ما يحدث الآن يؤثر فى الأجيال التى تنشأ تراكميًا، وبالتالى فلم يعد هناك مفهوم بأن الشخص يتربى فى منقطة معينة ولا يوجد شخص يستطيع أن يقول أنا ابن الحسين أو أنا ابن الشامية، فنحن صرنا أبناء العالم فكيف يمكن لجماعة ما أن تغلق الباب فى وجه العالم؟!
وما الذى جعل رجاء العالم بهذا الفكر المستنير؟
والدى، فلقد كنت محظوظة بأننى ولدت فى عائلة منحدرة من علماء متصوفة جدًا، فعائلتى أطلق عليها اسم العالم كلقب لجدى لأنه كان رجل علم، ووالدى هذا الرجل الذى كان يحفظ القرآن الكريم والشعر، ويغنى على العود، فلم يشعرنى قط أن حريتى ملك له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة