المستشار أشرف العشماوى يكتب على حافة الهاوية

الأربعاء، 16 مارس 2011 07:20 م
المستشار أشرف العشماوى يكتب على حافة الهاوية المستشار أشرف العشماوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كان من وقفوا بميدان التحرير منذ 25 يناير حتى اليوم قد حركهم شعور بالقهر والظلم والكبت تراكم منذ سنوات بعيدة.. فمن المؤكد أيضا أن شعوراً آخر بالخطر الذى قد يحدق بوطنهم من جراء فوضى محتملة يستغلها البعض قد تنازعهم أيضاً وتغلب الإحساس الأول على الثانى تماما من أجل الحرية، فمضوا فى طريقهم حتى النهاية فقد بات الإصرار على استكمال مشوار الإصلاح حتى نهايته أمراً حتمياً حتى تنعم أجيالاً من بعدنا بما كنا نحلم دوما بأن نراه.

وهو أمر يبدو مقبولاً بل وكان مطلوبا وقتها باعتبار أننا فى ثورة حقيقية ولكن الآن وبعد ما حققت الثورة خطوتها الأهم بات من المهم حماية مكاسبها وتغليب شعور الخطر المحدق بمصر من جراء الفوضى التى استشرت بالفعل فى قطاعات عديدة حتى تملك الخوف من بعض المواطنين وتسرب الشك إلى قلوبهم وتغلغلت الحيرة فى عقولهم وغلبهم إحساس بأن الخطر القادم هو انهيار دولة من خلال ثورة مضادة باتت حقيقة للأسف الشديد.

فمن وقفات احتجاجية ومطالب فئوية بدون وعى إلى مظاهرات بميدان آخر لإقالة الحكومة الجديدة وسخرية من رجال الشرطة وانتشار مروع لبلطجية مع انفلات أمنى فى مناطق عديدة وهو ما يلقى بالمسئولية علينا جميعا من خلال المشاركة بفاعلية لوأد فتنة طائفية تطل برأسها كالأفعى حتى لا تغدر بنا ونحن فى غفلة من جراء انشغالنا بمتابعة بلاغات فى بعضنا البعض واللهث وراء ترضية فئات أصبحت تستمر الوقفات الاحتجاجية وإعلام يلهو بالحديث عن ثروات غير مشروعة لبعض الوزراء ورجال الأعمال حتى فاقت الأرقام التى ذكرت بالصحف ميزانيات بعض الدول بالاتحاد الأوروبى.! وأخيرا انقسمنا لفريقين "شفيق وشرف " وكأننا لم نستفد من الثورة شيئاً فعدنا للمناقشات السطحية والمراهقة السياسية القديمة.

تذكروا جميعا أن هذه الثورة لم تنجح بطرف واحد.. صحيح أن الذى خطط وقاد المسيرة وصمد أيضاً هم الشباب ولكن يجب أن ندرك أن غالبية الشعب تحمست لهم وأن جموع المواطنين توحدت معهم وقام الجيش بحمايتهم فبات الأمر أشبه بطرفى مقص توحدا فاجتث النظام الفاسد من جذوره وبغير ذلك لم يكن سيكتب لها هذا النجاح المدوى.

ومن كثرة ما اختلطت الأمور فى مصر فقد أصبحنا عدة فرق ولا أعرف سببا مؤكدًا لهذا الانقسام سوى الخوف من المجهول والحيرة والانتقال من حالة خمول وتراخ على مدار سنوات طويلة إلى حالة من الحركة تكاد تلهث من مجرد متابعتها !! واستغلت فلول النظام تلك الحالة النفسية وما ذهبنا إليه من انقسام وفريق يؤيد وآخر يعارض فيطلقون عليه حزب الكنبة وكأنهم يعايرون من لم يشارك فى الثورة وجلس فى منزله فإذا ما قال رأياً اليوم سخروا منه كل هذا جعلنا أيضا كطرفى مقص كلاهما مشدود للآخر ولكن هذه المرة كل منهما فى اتجاه يصيب ويجرح حتى يدمى ..!

وهو جدل لن ينتهى طالما لا نسمع إلا صوتًا عاليا فقط وإذا ما عارضت أو اعترضت تتهم بخيانة الثورة ومبادئها!

لست فى حاجة إلى أن أذكر لكم بأن العالم الذى انبهر بنا وبشباب الثورة الذى صمد ثم نظف الميدان ومضى ليشارك بجدية فى إصلاحات سياسية واجتماعية هو ذات العالم الذى شاهد من وقفوا الأسبوع الماضى بميدان التحرير يرشقون بعضهم البعض بالحجارة حتى تدخل الجيش والفارق شتان بين الأمرين!

اتركوا الحكومة القائمة تعمل واعطوها فرص لا فرصة طالما وضعنا ثقتنا فيها وكفانا شعارات وانقسامات وجربوا أن نعمل فى صمت ولو لمرة واحدة وأن نكمل عملنا إلى نهايته وإلا سنظل نسحب من رصيدنا المادى والمعنوى حتى ينفد مهما كان عظيمًا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة