طالب طلعت السادات، عضو مجلس الشعب السابق، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمنح نجمة التحرير لأسر شهداء ثورة 25 يناير على غرار نجمة سيناء التى تم منحها للشهداء فى حرب أكتوبر المجيد، لافتا إلى أن كنوز الدنيا لا تساوى هذه الدماء الطاهرة النقية الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية ملايين من المواطنين موضحا أن هناك الكثيرين الذين استفادوا من النظام الراحل بالأمس واليوم يريدون التسلق على أكتاف الشباب لإثبات النجاح لأنفسهم، فالثورة لها رب يحميها ويبارك فيها، جاء ذلك فى المؤتمر الذى عقده مركز شباب الجزيرة عن الاستفتاء الدستورى واستضاف فيه طلعت السادات.
وأبدى السادات دهشته من التشكيل الوزارى الأخير لوجود عناصر تقدم بها العمر، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون من ضمن التشكيل الوزارى عناصر ثورية شاركت فى الثورة بالفعل، موضحا الدور الكبير الذى يجب أن يلعبه الشباب فى الفترة القادمة بكافة المجالات والقطاعات، كما أبدى دهشته من عمليات التطهير التى تزحف ببطء على حد وصفه ـ مشيرا إلى أنه كان يتوقع أن تسير أسرع من ذلك وأن تطول جميع المفسدين متسائلا لماذا يكون جمال مبارك طليقا حتى هذا الوقت.
وبشأن التعديلات الدستورية والاستفتاء المفترض إجراؤه السبت المقبل أكد السادات أن الثورة الجديدة تعنى دستورا جديدا رافضا ترقيعه، وشدد على ضرورة أن يفيق المسئولون وينتبهوا إلى المشاكل التى تحاصر مصر من الخارج مثل مشكلة حوض النيل التى لم يلتفت إليها أحد وانشغل الجميع بالأمور الداخلية، بالإضافة إلى التحركات السرية للجيش الإسرائيلى واختراقه أماكن محظورة تخالف اتفاق كامب ديفيد.
وأضاف السادات أن التعامل باللين مع حبيب العادلى وزير الداخلية السابق وأحمد عز وآخرين داخل السجون المصرية وتلبية كافة متطلباتهم جعلهم لا يفصحون عن الكثير من الحقائق التى تصب فى مصلحة العدالة، وقال مداعبا "اطفوا أنوار السجن عنهم هيقولوا كل حاجة " وشبههم بالسائق التى قاد السيارة برعونة حتى اصطدمت فى حائط.
وتابع السادات حديثه عن أحوال الحركات السياسية والأحزاب والانتماءات مشيرا إلى أن الأقباط يتخوفون من ظهور الإخوان والجماعات الإسلامية فى الآونة الأخيرة وفى حقيقة الأمر هذه التخوفات قد يكون لها مدى من الصحة ولكن من المسلم به أن الإخوان أرحم من مبارك على الأقل يعرفون جيدا قيمة يسوع والسيدة مريم ويحترمون الأقباط وأن دورهم فى برلمان 2005 كان نزيها ورائعًا، فالخوف ليس من الإخوان ولكن من التدخلات الأجنبية فى شئون مصر، لافتا إلى ضرورة عودة مصر دولة العلم والإيمان.
ثم تطرق إلى الحديث عن عبود الزمر المتهم باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات موضحا أن الزمر قضى عقوبته ومن ثم كان ينبغى خروجه من محبسه بعد انقضاء المدة المحددة قانونيا، مؤكدا أنه خلال هذه المدة كان محبوسا على ذمة السادات بينما تم مد حبسه لغير أجل فكان محبوسا على ذمة مبارك فى الوقت الذى سعت فيه عائلات السادات لخروج الزمر.
وفى نهاية المؤتمر شدد السادات على الشباب بضرورة استكمال البناء لتعود لمصر الريادة بين دول العالم مستشهدا بقوله تعالى "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".
ومن جانبهم أعلن مجموعة من الشباب أعضاء مركز شباب الجزيرة عن إطلاق مبادرة تدعو إلى استمرار العمل بروح ثورة 25 يناير من أجل إعادة بناء وتعمير مصر، ودعت مبادرة الشباب إلى العمل من أجل إعادة الشارع المصرى إلى الشكل الحضارى المناسب لاسم وسمعة وتاريخ مصر وطالبوا بمحاربة الفساد والاستغلال والرشوة والظلم بكل أساليبه وأشكاله، كما طالبوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتحفظ على أموال وممتلكات جميع الفاسدين ومنعهم من التصرف فيها ومنع سفرهم إلى الخارج البلاد وسرعة إجراء التحقيق معهم، وناشدوا جميع المستثمرين الوطنيين بتبنى مشروع قومى وطنى لتشغيل الشباب تتبناه المؤسسة العسكرية، ودعوا الشباب إلى ممارسة الحقوق السياسية والمشاركة فى كافة الأعمال السياسية مثل الاستفتاءات والانتخابات الرئاسية والمجالس البرلمانية والمحلية ونشر التوعية الثقافية والفكرية فى اختيار ممثلى الشعب.
السادات: الثورة الجديدة تعنى دستوراً جديداً بدون ترقيع.. والأقباط متخوفون والإخوان أهون من مبارك.. عبود الزمر قضى عقوبته وكان لابد من خروجه
الأربعاء، 16 مارس 2011 06:17 م
طلعت السادات أثناء الندوة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة