مبروك علينا جميعا نجاح الثورة، فثمة روح جديدة أصبحت تسرى بيننا كمصريين بعد الثورة، أيقظت فينا ما كان كامنا أو خامدا من مشاعر الانتماء للوطن، ولكن ما يحدث الآن يفتح الأبواب للقلق، خصوصا وأن التحرك إزاء الأزمة الحالية فى مصر يتم ببطء شديد جدا، ولا يواكب الأحداث، ونرى أمام أعيننا انهياراً للاقتصاد المصرى وخسائره يومية تقدر بـ 310 ملايين دولار يوميا.
فضلا عن فئة الانتهازيين الذين يخربون مصر الآن، فمنهم من يقوم بالقضاء على البقعة الزراعية ببناء المنازل والمزارع عليها، فضلاً عن البناء فى الأماكن العشوائية داخل القاهرة لعمارات تصل إلى 12 دوراً على شوارع 6 أمتار من أجل تحقيق مكاسب ببيع وحداتها دون الالتزام بأى خطوط تنظيمية، أو ما تشكله هذه الوحدات من عبء على مشاريع الصرف أو إمدادات المياه أو الكهرباء أو سعة الطرق بهذه الأماكن.
ومنهم من يعطل حركة العمل والإنتاج بإشعال حركة التظاهرات الفئوية، فضلا عن السياسيين راكبى موجة الثورة من أجل تحقيق مكاسب شخصية، فكل هذه الأوضاع لا تعد تجسيداً حقيقياً لفكرة الثورة، وأن إطلاق ذلك الوصف عليها هو من قبيل التعبير المجازى أو الحماسى، الأمر الذى يضعها فى سياق ثورات أخرى، فعلى حكام مصر الآن أن يستيقظوا حتى لا يضيع دم الشهداء.
اعتصام