أكد الكاتب الفرنسى برنار جيتا، الصحفى بجريدة اللوموند الفرنسية والمتخصص فى شئون العلاقات الدولية، أن الدول العربية أصبحت تعيش فى عهد جديد وهو "عهد الربيع العربى" ليقلب صفحات عهد طويل من التفاهات والصمت من قبل الشعوب على الحكام، مضيفاً أن مصر استطاعت أن تقلب عهد 30 عاماً من الصمت والظلم فى 17 يوماً فقط.
وأوضح، خلال الندوة التى عقدت أمس بالمركز الثقافى الفرنسى بعنوان "الربيع العربى والوضع الشرق أوسطى الجديد"، أن صورة العالم العربى فى الغرب اختلفت بشكل كبير بعد الأحداث الأخيرة، مضيفاً أن هناك صورة جديدة لمواءمة الإسلام مع الديمقراطية.
وتوقع أن الإسلاميين سوف يحكمون سيطرتهم ونفوذهم فى الفترة القادمة داخل البلدان العربية، مضيفاً أنه لم يكن يتوقع حدوث أى ثورة فى مصر، ولكن المفاجأة الأكبر بالنسبة له كانت تونس بعد انتحار بوعزيزى الذى فجر الثورة التونسية.
وأشار إلى أن جيل الشباب الذى قام بثورة 25 يناير هو جيل ولد بعد الحرب العالمية الثانية، وهو الذى دفع العهد الجديد الذى يعيش فيه العالم العربى فى الوقت الحالى.
واستنكر الكاتب الفرنسى برنار جيتا، ما يقوم به الرئيس الليبى معمر القذافى فى ليبيا، مضيفاً "إن القذافى يريد تغيير شعبه"، متوقعا أنه إذا لم يأت أحدا لمساعدة الشعب الليبى، فإنه من الممكن أن تحدث "مجزرة"، بعد أن يقوم القذافى بقتل شعبه من أجل أن يستمر فى الحكم.
وقال إن جامعة الدول العربية لأول مرة فى تاريخها تدعو أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكرى فى ليبيا، مضيفاً أن كل الدول العربية لا تريد أن تظهر بصورة "المتواطئ" مع الأحداث فى ليبيا.
وأشار إلى أن الفلسطينيين يستطيعون تحقيق المصالحة بين حركتى فتح وحماس، إذا استطاعوا عمل ميدان تحرير آخر.
وأوضح أن الملوك العرب أصبحوا يعيشون فى حالة خوف بعد الأحداث الأخيرة التى اجتاحت العالم العربى، مضيفاً أن السعودية تعيش لحظات توتر وترسل وحدات من جيشها إلى البحرين.
الجدير بالذكر، أن برنار جيتا هو من أفضل المتخصصين الفرنسيين فى شئون العلاقات الدولية، وعمل صحفياً بجريدة اللوموند الفرنسية، كما شغل منصب رئيس التحرير فى مجلتى " L èxpansion"، Nouvel Observateur.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة