ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان اسم الفائز بجائزة البوكر فى الدورة الرابعة لنسختها العربية، والتى من المفترض أن يتم الإعلان عنه مساء اليوم بمدينة أبو ظبى، وذلك بعدما احتلت الأسماء الستة القائمة القصيرة للجائزة التى كشفت عنها لجنة التحكيم فى ديسمبر الماضى.
وجاء فى هذه القائمة كل من ميرال الطحاوى عن روايتها بروكلين هايتس وبنسالم حميش عن رواية معذبتى ومحمد الأشعرى عن روايته "القوس والفراشة" ورجاء العالم عن روايتها "طوق الحمام"، وخالد البرى عن روايته "رقصة شرقية"، وأخيرا أمير تاج السر عن روايته "صائد اليرقات".
المفاجآت التى تخلفها دائما تلك الجائزة منذ انطلاقها عام 2007 وحتى الآن والخاصة بالأسماء المدرجة بالقائمة القصيرة أو حتى الفائز النهائى وحيثيات فوزه، لم تمنع المثقفين من الإدلاء بتوقعاتهم تجاه الفائز لهذا العام، حيث توقع عدد من المثقفين أن الفائز بالدورة الرابعة لن يخرج عن أربعة أسماء فقط وهم ميرال الطحاوى، أمير تاج السر، بنسالم حميش ومحمد الأشعرى.
وقال الشاعر شعبان يوسف، إن هناك أنباء تتردد بقوة فى الوسط الثقافى حول فوز الروائى المغربى ووزير الثقافة السابق، محمد الأشعرى، بجائزة هذه الدورة، موضحا أن الرواية نالت إعجاب واستحسان كثير من النقاد.
واستند يوسف فى هذا التوقع، على عدم وصول جائزة البوكر فى دوراتها الثلاثة لدول المغرب العربى وهذا ما يجعل بنسالم حميش وزير الثقافة المغربى الحالى والأشعرى هما المنافسين الأبرز لاقتناص الجائزة.
ورغم ذلك استبعد يوسف وصول بنسالم لعدة أسباب أولها أنه يتعرض الآن لحالة من الهجوم والاعتراض على ادائه الوزارى وهذا ما سيجعل لجنة تحكيم الجائزة تتنحى بعيدا عنه تجنبا "للشبهات"، بالإضافة إلى حصول حميش على العديد من الجوائز الثقافية فى الفترات الماضية من الداخل والخارج.
كما توقع يوسف أيضا استبعاد ميرال الطحاوى وخالد البرى وذلك لخوف القائمين على الجائزة من المغامرة بها مع كتاب شباب وتجارب روائية حديثة.
واختلف الناقد والروائى محمد إبراهيم طه مع توقعات يوسف، حيث قال طه إن ميرال الطحاوى وخالد البرى هما المنافسان الأقوى للوصول إلى الجائزة رافضا فكرة استبعاد مصر بسبب تكرار التجربة مع الروائى بهاء طاهر والروائى يوسف زيدان.
وأضاف طه: أن الطحاوى ربطت فى روايتها "بروكلين هايتس" بين الشرق والغرب من منظور جديد ومختلف لكنه يشبه إلى حد كبير منظور الروائى السودانى الراحل "الطيب صالح" فى روايته موسم الهجرة إلى الشمال".
بالإضافة إلى الروائى السودانى أمير تاج السر والذى أكد طه على أن أعماله تجذب القارئ وتدفعه لقراءة أول حرف وآخر حرف فيها، ولكنه رغم ذلك قد يستبعد الليلة.
واختتم طه حديثه بالتأكيد على أنه لو توقفت لجنة التحكيم أمام الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد واتخذتها معيارا للمقارنة بين الأعمال المرشحة والمفاضلة بينها ستفوز رواية معذبتى لبنسالم حميش بلا شك.
فى حين رفض القاص والروائى إبراهيم أصلان، التوقع قائلا: من الصعب أن أرشح أسماء بعينها ومن الصعب التنبأ بالفائز لأن من سمات الجوائز عنصر المفاجأة، لذلك علينا أن ننتظر خاصة وأن اللجنة هذه الدورة محترمة ولا خلاف عليها وموضع ثقة للكثيرين ولم يعترض عليها احد وبالتالى أى أسم ستعلن أنه الفائز فهو بالتأكيد سيكون من يستحقها.
ورفض أصلان، أن يتم منح الجائزة وفقا للمعيار الجغرافى قائلا، الاعتماد على المعيار الجغرافى فى منح الجوائز خطأ كبير ولابد أن نتخلص منه فى أقرب وقت ممكن.
الشىء نفسه أكد عليه الروائى إبراهيم عبد المجيد، الذى قال: كل من فى القائمة القصيرة يستحق جائزة البوكر وسنهنأ الفائز ونقول لمن لا يحالفه الحظ "هارد لك".