عبير حجازى تكتب: وزير على ما تفرج!!

الإثنين، 14 مارس 2011 09:04 ص
عبير حجازى تكتب: وزير على ما تفرج!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التاريخ دائما له الكلمة الأخيرة، له الحكم على القادة والأعمال، تسطر حروفه بمجدٍ للشعوب وللأفراد، يخلد التاريخ أعمالا عظام ويرفع قادة وشعوب فوق أعناق الزمن أو يحكم التاريخ بغير ذلك، ولكن فى النهاية فكلمة التاريخ هى شاهد الحق الذى لا يخضع للدليل والبرهان.

ولو علم كل مسئول ذلك لما صم أذنه عن صوت التاريخ وما غفلت عينه عما سيسطره التاريخ عنه هل سيخلده أم سيذهب به لغياهب الظلمات.

وإن كان التاريخ عليهم برقيب فليعوا جيدا أن فوق كل ذى علم عليم، فإن لم يحسبوا حساب الدنيا , ففى الآخرة رب عليم، يعلم ما تخفى صدورهم وما تنطق به ألسنتهم وما يجول بأذهانهم، حتى وإن زيفوا التاريخ فكيف لهم أن يخفوا على الله أعمالهم؟

ما يسترعى انتباهى فى هذه الأيام هو مسمى حكومة تسيير الأعمال الذى يطلق على الحكومة الحالية فيتملكنى الشعور بأنهم مجرد حكومة على ما تفرج وربما كان السبب فى ذلك أنها مجرد حكومة لتسيير الأعمال بشكل مؤقت لحين الانتهاء من الانتخابات واختيار الرئيس الجديد وقتها سيكون هناك حكومة دائمة تعمل بشكل دائم.

ولكنى أرى هذا المسمى يبخسهم حقوقهم، فنحن الآن نمر بمرحلة فى منتهى الخطورة من تاريخ مصر، فالمراحل التى تتبع الثورات هى فترات انتقالية عصيبة، غالبا ما تحتاج للحكمة والعمل المضاعف، غالبا ما يكون لها الدور الأكبر فى تشكيل وتحديد ملامح المرحلة التى تليها، مرحلة خطيرة فى ظروف غير مستقرة , ولهذا السبب تجد أن العديد من المسئولين قد يتخوفوا من تولى أى منصب سياسي فى مثل هذه المرحلة , أولا لأنهم يعملون بشكل مؤقت، وكم يكون صعبا على الإنسان أن يطلب منه إنجاز وهو يعلم أن عمره ليس بالطويل، ثانيا للظروف غير المستقرة التى تمر بها البلاد وللتحديات الكبرى التى من الواجب عليهم مواجهتها من مطاردة لفلول نظام قد انتهى ولكن ما زال يترك بعض من أذياله يحاولون إثارة الفوضى، يحاولون إثارة الفتن، وفى نفس الوقت عليهم تدعيم قواعد وأساسات مرحلة جديدة يسودها الحب والعدل والديمقراطية وإرساء قواعد الأمن والأمان.

ولذلك أهيب بكل شعب مصر أن يتحدوا يدا واحدة من أجل هذا الوطن فلا مكان الآن لفتنة أو وقيعة، لا مكان لبلطجى أو مخرب، لا مكان لمرتشٍ أو سارق وأرى أن هذا واجبنا جميعا يدا بيد مع تلك الحكومة التى قبلت التحدى وقبلت المهمة الصعبة وليوفقنا الله جميعا فى تحقيق ما نشدوا إليه.

وأستعير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال فيما معناه اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.

أقوله لحكومة تسيير الأعمال التى تعمل فى ظل هذه الظروف الصعبة فلا أملك إلا أن أدعو لهم بالتوفيق وفى نفس الوقت أحذرهم من التقصير، من التهاون أو التراخى من أن يطلق عليهم التاريخ أنهم كانوا مجرد وزراء على ما تفرج!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة