كثر الحديث عن المليارات التى سرقت ونهبت من كبار المسئولين السابقين سواء ما هو موجود منها فى مصر فى البنوك أو فى صوره عقارات أو ما تم تهريبه إلى الخارج أو فى صوره عقارات وأصول ثابتة فى الخارج، وطرحت الأفكار كيف نعيد هذه الأموال المنهوبة خصوصا أننا سمعنا أرقاما فلكيه ربما لو وزعت على المواطنين سيكون نصيب كل مواطن مصرى من 4000 جنيه إلى 20,000 جنيه وربما أكثر من ذلك وظهر أن الإجراءات القانونية التى سوف تتخذ لاستعادة هذه الأموال قد تستغرق أعواما وليس هذا فقط بل من المرجح أن نستعيد نسبة صغيرة من الأموال التى سربت للخارج.
وتم طرح فكرة أن نعفو عن هؤلاء المسئولين ونطلق سراحهم مقابل إعادة الأموال المنهوبة لمساندة الاقتصاد المصرى، وعن نفسى أرفض هذا الطرح تماما لأنه سيرسخ قاعدة أرساها للأسف النظام السابق مع كبار المقترضين من البنوك والناهبين وهى عند التعثر أو عدم القدرة على السداد يفرج عن المتعثر إذا سدد المبلغ المقترض على أقساط، بينما الذى اقترض ألف جنيه مثلا لو تأخر عن السداد يحكم عليه بالسجن وكأننا كنا فى مسرحية هزلية.
إضافه إلى أن ذلك سيشجع أى لص فى المستقبل أن يسرق أو ينهب وإذا قبض عليه نقول شكرا على سرقتك، أعد الأموال ومع السلامة وآسفين لتعبك معانا.
لذلك أرفض تماما العفو عن المسئولين السابقين وفى أحسن الأحوال يخفف الحكم إذا سددوا للشعب جميع ممتلكاتهم ويقضون بقيه حياتهم فى مستوى المواطن الكادح الذى أهملوه سنوات طوالا.
يجب أن نتذكر دائما كيف كان هؤلاء يعيشون فى القصور الفاخرة ويقيمون الحفلات الخيالية بينما الفقراء لا يجدون حتى عشة من الصفيح يقيمون فيها يجب أن نتذكر دائما كيف تمتعوا بمفردهم ومعهم حفنة من المقربين بخيرات مصر، وتركوا البلاد من بعدهم مثقلة بالديون بأرقام لا تجعلنا نعرف النوم، بأرقام سوف نسددها لسنوات طويلة، بأرقام سوف يظل أبناؤنا وأحفادنا يدفعونها من بعدنا، يجب أن نتذكر جميعا كيف أسرفوا وأهدروا أموال الشعب فى صورة هدايا ومكافآت للاعبى الكرة والفنانين مع أن هؤلاء أصلا عندهم الكثير والكثير، وكأن مصر لم تعرف غير لاعبى الكرة والفنانين، لكى يكرموا وحدهم، يجب أن نتذكر دائما كيف تمتعوا وحدهم بثمار التنمية وقضوا على الطبقة المتوسطة وسحبوها إلى أسفل وجعلوهم من الفقراء.
إننى هنا لا أعنى باستخدام أساليب أمن الدولة بأن يتم تطبيق التعذيب أو التنكيل معهم بصورة مباشرة وفورا بل هى دعوة إلى استعادة كل ما أخذوه من الشعب الطيب على مدار الأعوام بجميع الأساليب أيا كانت هذه الأساليب ونبدأ معهم بالأساليب الحضارية القانونية، وإذا اضطرونا إلى الأساليب الأخرى التى استعملوها لسنوات طويلة فعندئذ يكونون هم من جنوا على أنفسهم وعندئذ سوف يطبق عليهم الحديث الشريف "كما تدين تدان".
وإذا رأى أحد أن استعمال أساليب أمن الدولة معهم فيها قسوة أو صعبوا عليه فهل يوافق على استعمال أحكام الشريعة الإسلامية معهم؟؟؟ هل يوافق حينئذ على قطع أيديهم؟
وبدورى أطرح سؤالا على فضيلة المفتى وفضيلة شيخ الأزهر ماذا نفعل معهم وما هو حكم الشريعة الإسلامية معهم لكى نجازيهم ولكى نسترد الأموال التى نهبوها؟
د. جمال السيد المسيرى يكتب: لا عفو مع سارقى أموال الشعب
الإثنين، 14 مارس 2011 10:11 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة