على بعد 120 كيلوا متراً من القاهرة وقبل محافظة بنى سويف بـ40 كيلو متراً تقع قرية صول بمركز أطفيح بمحافظة حلوان على الضفة الشرقية للنيل، وفور أن وطئت أقدمنا القرية أدركنا أن الحياة عادت لطبيعتها، فالكل مشغول بالبحث عن لقمة عيشه لا فرق بين مسلم ومسيحى، فيما تتواصل إعادة بناء الكنيسة التى تعرضت للتدمير مؤخرا.
والقرية لمن لا يعرف تستمد اسمها من أمير فرعونى من الأسرة الرابعة، أحب فتاة مصرية فلاحة، وهو ما رفضته الأسرة المالكة، فرحل الأمير عن منطقة الأهرامات بالجيزة، واستقر على الضفاف الشرقية للنيل فى بيت من الطوب اللبن والبوص، وبدأ أهل المنطقة يترددون عليه تقربا منه، فسمى المكان بصول، ومع فيضان النيل لم يبقَ من المنزل سوى أسطورة الحب.
فى القرية التى عكرت صفو ثورة 25 يناير، واشتعلت شرارة الفتنة الطائفية فى مصر، عاد الناس اليوم لممارسة حياتهم بشكل طبيعى، بعد جلسة صلح تم عقبها الإعلان عن إعادة بناء الكنيسة.
الكل بات يتحرك فى شوارع القرية المختلفة بمنتهى الأمان، فى قرية تعداد سكانها ما بين 70 و80 ألف مواطن منهم 30 % تحت سن الـ18 سنة، و5 آلاف مسيحى يستعيدون حياتهم السابقة وينغمسون مع إخوانهم المسلمين فى كافة تفاصيل حياتهم.
بمجرد دخولك للبلد ترى وجوه الناس غير مضطربة يبيعون ويشترون ويتهامسون كلما رأو وجوها إعلامية، فقد صارت بلدتهم الصغيرة حديث العالم، لكنهم استطاعوا أن يحتووا أزمتهم على خير.
النساء عدن لشاطئ الترعة الوحيدة بالبلدة لغسيل الملابس والأوانى فوق ضفافها، بعد أن حرمتهن خطة التطوير بالمحافظة من شبكة للصرف صحى، وعلى بعد خطوات أخريات يخبزن العيش البيتى فى أفرانهن فلا يوجد لديهن أفران للخبز المدعم، ولا يوجد سوى ثلاثة أفران للعيش الآلى بـ25 قرشا، وشباب القرية يقفون على ناصية الحوارى الضيقة يتبادلون النكات والحديث عن صول التى أصبحت تتصدر صفحات الإعلام.
بعض السيدات يروين تفاصيل علاقات ودية بين جيرانهن المسيحيات، متمنين أن تعود الأيام الخوالى مرة أخرى، ويتحدثن عن ذكرياتهن الأليمة فور وقوع حادثة أطفيح التى راح ضحيتها 4 مسيحيين، وكان المسلمون فى مقدمة الجنازة، وتم تبديل الجثث التى أخطأت المستشفى فى وضعها بمقر الجمعية الشرعية وأهل القرية جميعا يطالبون بمستشفى بدلا من الوحدة الصحية التى لم يتم تطويرها منذ عام 1953 للمسلمين والمسحيين.
العمدة محمود غيث يخبرك بفخر عن الأعلام التى أنجبتهم قرية صول ولم ينسوهم، منهم المستشار أحمد عبد الحميد طة رئيس المحكمة الدستورية، والمستشار طارق البحيرى عضو هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية، والمحامى العام لجنوب القاهرة خالد البحيرى، المستشار وأحمد عبد الحميد عويس طه، رئيس الهيئة العامة للبترول سابقا عبد العليم عبد الكريم طه، والدكتور طارق حجى بوكالة ناسا الفضائية، وأستاذ الفيزياء بجامعة حلوان الدكتور سلطان عمار وآخرون غيرهم.
محررة اليوم السابع مع عمدة قرية صول الحاج محمود عبد العليم غيث
أهالى البلدة يجلسون على قارعة الطريق يتبادلون السمر والحديث عن أيام زمان
شباب القرية يبتسمون للكاميرات التى لم تعرف طريقها إليهم إلا بعد أحداث الكنيسة
لافتة تتصدر المدخل الرئيسى للبلدة تخبر القادمين أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى فى صول
افترش البائعين الخضار فى السوق منتظرين الرزق فى راحة بال
النساء عدن للغسيل على شاطئ الترعة الوحيدة فى بلدتهم لأنهن محرومات من شبكة الصرف الصحى
موضوعات متعلقة
- زيادة عدد المجندين فى إعادة بناء كنيسة "صول" بأطفيح
- مسلمو "صول بأطفيح" يطلبون المساهمة فى بناء الكنيسة
- الجيش يعد اتحاد شباب الثورة بسرعة الانتهاء من كنيسة صول
بالصور.. الحياة تعود إلى طبيعتها فى قرية صول.. نساء يغسلن الملابس على شاطئ الترعة.. ومسلمون وأقباط فى طابور العيش.. والقرية استمدت اسمها من أمير فرعونى أحب فلاحة مصرية
الإثنين، 14 مارس 2011 05:01 م
الحياة عادت لطبيعتها بالقرية