تضاعف عدد العاطلين عن العمل فى الأيام الأخيرة بعد ثورة 25 يناير بشكل كبير، حيث تسبب توقف عدد كبير من المؤسسات والشركات العاملة فى السوق عن تسريح أعداد كبيرة من العمال خصوصا المؤقتين منهم فى إطار تخفيض النفقات.
هذه المشكلة ظهرت بشكل واضح فى الشركات العقارية التى يعمل بها آلاف العمال المؤقتين "اليومية"، وهؤلاء كانوا هم الضحية الكبرى فى الأزمة الأخيرة، التى لم تتوقف على الشركات العقارية فقط بل امتدت إلى الشركات العاملة فى الاستثمار غير المباشر مثل البورصة أو الأوراق المالية.
"إن كان عدد الباحثين عن عمل قبل 25 يناير 3 ملايين شاب فثق أن الرقم تزايد لأربع أضعافه بعد 25 يناير وأنا واحدة منهم".. بهذه الكلمات تحكى مى التى كانت تعمل سكرتيرة بمكتب مقاولات تجربتها الشخصية، مؤكدة أنها حصلت على هذا العمل بعد عام من البحث الشاق، إلا أنها فوجئت برئيسها فى العمل يقوم بفصلها وعدد آخر من الموظفين معللا ذلك بعدم قدرته على دفع رواتبهم، وتستكمل: "والأسوأ من هذا أنه بات الحصول على فرصة عمل فى ظل الأحداث الراهنة أمر معقد جدا وضرب من الخيال".
أما جورج الذى كان يعمل موظف بشركة سياحة فيؤكد أن مدير الشركة قام بتقليص رواتب الموظفين إلى الربع، مبررا هذا القرار بتوقف رحلات السياحة بشكل كامل والتى يمكن أن تستغرق شهورا ليست بقليلة حتى يجرى الدم فى شريان السياحة مرة أخرى، ويضيف جورج " أصبحت مضطرا لترك العمل لأن ربع الراتب لن يفى بمصاريفى الشخصية من مواصلات وطعام وغيره".
ويرى هانى الذى يملك مكتبا صغيرا للمقاولات، أنه لم يحصل على أى صفقة (أعمال) للمكتب منذ اندلاع الأحداث، ومع ذلك لم تكن المشكلة عدم وجود موارد للمكتب فقط، بل وجدت نفسى مجبرا على دفع رواتب الموظفين، علاوة على دفع قيمة الإيجار وفواتير الكهرباء والتليفونات، لذلك وجدت نفسى بين سندان ومطرقة فقررت إعطاء إجازة للموظفين دون راتب، آملا أن تتبدل الأمور.
فى حين يقول عبد المنعم زهران الذى يملك شركة صغيرة للسياحة أنه لم ولن يستغنى عن موظفيه رغم الحالة الاقتصادية السيئة التى تمر بها شركته قائلا "الأرزاق بيد الله وزى ما كان الموظفين معايا فى الربح لابد أن يكونوا معايا فى الخسارة".
ويحذر زهران الشركات التى تستغنى عن موظفيها، مؤكدا أن الخاسر الوحيد لن يكون الموظف بل صاحب العمل الذى لن يستطيع تعويض هذه الخبرات، ويشير زهران إلى أن قطاع السياحة سيكون الأكثر تأثرا بالأحداث الأخيرة، مضيفا أن السائح لن يخرج من بلده فى حال عدم الشعور بالاطمئنان والأمان تجاه البلد التى يقصدها.
ويشير زهران إلى فرنسا التى يصل فيها عدد السائحين إلى 30 مليون سائح سنويا رغم أن ما تملكه من مقاومات سياحية لا يتعدى ربع ما تنفرد به مصر والتى عندما يبلغ عدد السائحين بها إلى 3 أو 4 ملايين تكون وكأنها فعلت المستحيل مضيفا بأن سبب تفضيل السائحين زيارة فرنسا هو حالة الاستقرار والأمان التى شهدتها فى السنوات الماضية.
ويرى زهران صعوبة حصول الشباب على فرصة عمل وخاصة فى الشهور الانتقالية التى تمر بها البلاد ويضيف بأن الحال سيتبدل بمجرد تحرك عجلة الإنتاج.
العاملون بالسياحة والبورصة: خسرنا وظائفنا بسبب الأحداث الأخيرة
الإثنين، 14 مارس 2011 04:17 م