عاشت مصر وعاش شباب الخامس والعشرين من يناير، نجحت الثورة التى قام بها زهور شباب بلدنا، وانكشف المستور عن المسئولين النهابين، واحتفلنا بيوم النصر، ولكن مازال هناك دم لم نأخذ حقه، وهو دم الشهيد المجهول، لم يتم القبض على من أطلق الرصاص الحى من أعلى وزارة الداخلية، لم يتم القبض على سائق السيارة البيضاء التى أطاحت بعشرات من الثوار أمامها، لم يتم القبض على سائق سيارة الشرطة التى دهست تحت عجلاتها بسمات هؤلاء الشباب الثائر، ليس الشهداء فقط من خرجت أرواحهم فى ميدان التحرير، بل احتفلت جميع محافظات مصر بشهدائها البواسل، والتى خرجت أنفاسهم الطاهرة بفضل الخيانة الشرطية، فهل اكتفينا بمحاسبة وزير الداخلية فقط، فلم نسمع عن القبض على مديرى أمن المحافظات الذين أصدروا الأوامر بضرب النار على المتظاهرين، لم نسمع عن رؤساء المباحث الذين نفذوا الأوامر بضرب النار، واكتفينا بعمل حركة تنقلات.
لابد من محاسبة كل من ساهم فى إجهاض الثورة فى مهدها، لابد أن يخرج السيد وزير الداخلية لتقديم اعتذار علنى لأهالى الشهداء والمصابين، ولينتقم الله ممن كان السبب، وأعلم أنه ليس لديه ابن فى عمر الزهور ضربته رصاصة غادرة فى رأسه فتناثر مخه على الرصيف لمجرد أنه خرج فى مظاهرة سلمية تطالب بغد أفضل لبلاده، أظن أنه لا يملك أخاً دهسته سيارة مصفحة فأصبح مشلولاً يرقد بين الحياة والموت، وما شاء الله أرى عينيك سليمتين ولم تطيرا بفعل رصاصة مطاطية وجهها لك ضابط تلقى أوامر بأن يضرب فى المليان، لا أظن أنك كدت تختنق بفعل القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية، أو أن شظية أو رصاصة استقرت فى رجلك، أو أنك ستحمل على جلدك إلى الأبد آثار جرح نلته وأنت تدافع عن رغبتك فى أن تكون بنى آدم، لا أظنهم سحلوك على الأسفلت وضربوك على قفاك وانهالوا عليك بالهراوات والعصىّ الكهربائية، لأنك هتفت أنك تريد إسقاط نظام نشر الفساد وأذل العباد.
شهداء ثورة 25 يناير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة