لعقود طويلة، ظلت الولايات المتحدة تعتمد على الحكام العرب المستبدين لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط، لكن كل ذلك يتغير الآن فى ظل إندلاع الانتفاضات الشعبية للإطاحة بالطغاة العرب.
وتقول هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية فى تقرير عن موقف واشنطن من التغييرات التى يشهدها العالم العربى، إن الولايات المتحدة تحاول يائسة أن تبقى فى اللعبة، ويقول المسئولون الأمريكييون أنهم سيبدأون فى تحويل المساعدة لدعم التطلعات الديمقراطية والتمكين الاقتصادى للمحتجين.
فما يحدث فى العالم العربى يشبه إلى حد ما فترة نهاية الحرب الباردة فى أوروبا، فالنظام القديم ينهار، وتظهر أصوات جديدة يناضل مسئولوا الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون لمواكبتها.
ورأت الإذاعة، أن واشنطن فى حاجة إلى إعادة التفكير فى كل ما تفعله فى الشرق الأوسط الآن، وأنها لا تستطيع أن تعتمد كثيراً على الحكام المستبدين من أجل تحقيق الاستقرار والحصول على النفط، وستقوم كلينتون بأولى الخطوات نحو هذا بتوجهها إلى مصر وتونس.
وكان الرئيس أوباما قد طلب من مستشاريه وضع استراتيجية جديدة لدعم الرغبات المشروعة للشعوب العربية فى تحقيق التغيير السياسى والاقتصادى مع الحفاظ على تحالفات مكافحة الإرهاب واحتواء إيران.
واعتبر بروس جنتلسون، الخبير بجامعة دوق إن هذا الوقت محفوف بالمخاطر بالنسبة لصناع السياسة الأمريكيين.. فهو يرى أن الأمور الوحيدة التى تعرفها أمريكا عن العالم العربى الآن هو أن التغيير سيستمر فى الحدوث وستظل نتائجه غير محددة، وفى نفس الوقت، هناك بعض الحلفاء فى العالم العربى كالسعوديين والدول الخليجية الذين يقولون إنهم لا يعجبهم عمل واشنطن مع قوى التغيير.
وفى سبيلها لإحداث هذا التوازن الصعب، سيكون على الولايات المتحدة أن تتعلم بشكل سريع أن تكون أكثر مرونة فيما يتعلق بالجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين فى مصر، والتى من المحتمل أن تلعب دوراً متزايداً فى سياسات الشرق الأوسط، ودعا جنتلسون الولايات المتحدة إلى ضرورة التفرقة بين جماعات الإسلام السياسى المختلفة.
أما السيناتور جون كيرى، فلديه فكرة أخرى حيث يحاول إحياء برنامج ساعد الكثيرين فى أوروبا فى التسعينيات، وهو تقديم تمويلات تساعد فى توفير فرص عمل فى دول مثل مصر وتونس.
الإذاعة الوطنية الأمريكية: واشنطن تحاول التواكب مع التغيير فى العالم العربى
الأحد، 13 مارس 2011 05:05 م