أستاذ سياسة تركى: القوى العالمية الكبرى تخشى من نجاح الثورة المصرية

الأحد، 13 مارس 2011 03:25 م
أستاذ سياسة تركى: القوى العالمية الكبرى تخشى من نجاح الثورة المصرية الثورة المصرية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث أحمد وصال، أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة عثمان غازى بتركيا، حول ردود فعل القوى العالمية على ثورة 25 يناير التى أجبرت الرئيس مبارك على التنحى عن الحكم بعد 30 سنة قابضا على البلاد بيد من حديد، ليؤكد يوسال فى مقاله أن الثورة المصرية تمثل تغييرا ذا أهمية عالمية، مشيرا إلى مخاوف القوى الكبرى من امتدادها لبلدان العالم مهددة مصالحهم.

ويقول أستاذ علم الاجتماع السياسى فى مقاله إنه كان واضحا منذ البداية أن الولايات المتحدة لا تؤيد الثورة المصرية، بينما فشلت فى الحفاظ على بقاء مبارك فى السلطة أمام الانتفاضة التى قادها الشباب. وموقف واشنطن لم يكن مفاجأة، فلقد كانت تريد الحفاظ على مصالحها، لكن ماذا عن المعارضة الروسية والصينية لثورة الشباب فى مصر والدعم التركى والهندى لها.

ويوضح أنه قبل أن يغادر الرئيس مبارك منصبه حدث اتصال بينه والرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف فى الثانى من فبراير، كما زاره مبعوث روسى يوم 9 فبراير قبيل تنحيه بـ 48 ساعة فقط للتعبير عن الدعم الروسى لنظامه. وقد واجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون انتقادات روسية وصينية واسعة، لأنه دعا مبارك للتنحى. فيما اتهموا شركة جوجل بتحريض الشعب المصرى ضد رئيسه. وردود الفعل هذه أظهرت أن القوى المتصاعدة عبرت عن موقف أكثر جرأة من الولايات المتحدة.

وربما استند الموقف الروسى على ثلاثة مخاوف رئيسية هى الخوف من الضغط داخل الاتحاد الروسى من أجل الديمقراطية ومستقبل جمهوريات آسيا الوسطى والقلق من قوة الإنترنت. فلقد تمكن فلاديمير بوتين على مدار العقد الماضى من جمع السلطات فى يده من خلال تهميش معارضيه وترويض البرجوازيين من خلال سياسة العصا والجزرة، لذا فإنه قد يشعر الآن أن موجة الديمقراطية قد تهز الحكم الاستبدادى فى روسيا أيضا.

وعلاوة على أن روسيا تحتفظ بعلاقات وثيقة مع جمهوريات وسط آسيا، بالمقارنة بعلاقات الولايات المتحدة مع الأنظمة العربية الغنية بالنفط. وهذه الجمهوريات التى يحكمها أنظمة سلطوية من النخبة السوفياتية السابقة وتصدر النفط والغاز إلى العالم، معظمه، عن طريق خطوط الأنابيب الروسية ترتبط بمصالح كبيرة مع الكرملين، لذا فإن موسكو من وصول الموجة الديمقراطية إلى تلك البلدان لتسقط حلفاءها، وكان من الطبيعى أن تخشى أيضا قوة الإنترنت الذى لعب دورا رئيسيا فى ثورة 25 يناير.

كما يواجه الحكم الشيوعى الاستبدادى فى الصين سخطا عاما، حيث تزايدت احتجاجات تيانامين والإضرابات الاجتماعية فى التبت وشينجيانج خلال السنوات الأخيرة الماضية. فشيوع موجة عالمية من الديمقراطية يمثل تحديا للنظام الصينى وقد يلهم الإضطرابات العرقية والدينية فى البلاد. ويتمثل خوف بكين من قوة الإنترنت فى الجدل الذى دار منذ عام حول الرقابة على المواد السياسية الحساسة التى يطرحها محرك البحث جوجل. كما منعت السلطات الصينية مواقع الشبكات الاجتماعية فيس بوك وتويتر.

وينتقل وصال للحديث عن الموقف التركى المؤيد للثورة المصرية منذ اندلاعها. فلقد ساندت تركيا المطالب الديمقراطية لثورة الشباب، انطلاقا من تجربتها العملية فلقد استطاعت البلاد حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية عبر الديمقراطية، كما ساعدت سياسة حسن الجوار على تحسين العلاقات مع المحيطين، لذا فكان من الطبيعى أن ترغب أنقرة فى تطبيق الإصلاحات الديمقراطية لدى غيرها من المجتمعات العربية التى تشهد انتفاضة.

وينفى الكاتب أن تكون بلاده تسعى لتصدير نموذج ما للمنطقة، لكن نجاحها الاقتصادى والديمقراطى ألهم الجمهوريات العربية. علاوة على أن علاقاتها التاريخية والاجتماعية مع المجتمعات العربية دفع الحكومة التركية والرأى العام إلى التعاطف مع المطالب الشعبية فى الشرق الأوسط.

وقد لعبت العلاقات التاريخية بين مصر والهند وتمتع الثانية بالديمقراطية، دوراً فى تشكيل موقف أكثر إيجابية من الدولة الآسيوية نحو الثورة فى مصر.

فربما شعرت الهند أنها يمكن أن تعمل على نحو أفضل مع مصر الديمقراطية لتستعيد العلاقات الوثيقة بين البلدين التى اتسم بها عهد جمال عبد الناصر.

وخلاصة القو، يختم الكاتب مشيرا إلى أن القوى الكبرى متمثلة فى الولايات المتحدة وروسيا والصين لا ترغب فى مصر ديمقراطية، على نقيض تلك القوى الناشئة التى تدعم طموحات المصريين المتطلعة للتحرر السياسى. وهذه ردود الفعل المتناقضة تثبت أن ما حدث فى مصر يمثل تغييرا ذات أهمية عالمية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة