واشنطن بوست: وضع مصر الآن يثبت مدى صعوبة تحقيق الديمقراطية فى العالم العربى

السبت، 12 مارس 2011 04:11 م
واشنطن بوست: وضع مصر الآن يثبت مدى صعوبة تحقيق الديمقراطية فى العالم العربى واشنطن بوست تعلق على الوضع فى مصر
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فى مقال للكاتب ديفيد أجناتيوس نشر تحت عنوان "بناء ثقافة التسامح فى الشرق الأوسط"، أنه بعد أسابيع من المشاهد المبهجة فى ميدان التحرير، ظهر الواقع، على ما يبدو، مخالفاً لما تمناه البعض، وأثبت ما حمله الأسبوع الماضى فى مصر من أحداث مدى صعوبة تحقيق الديمقراطية فى العالم العربى، فالمكون الرئيسى لنجاح الثورة غائب، ويكمن فى وجود ثقافة التسامح، وانتشار روح الوحدة الوطنية التى من شأنها التغلب على الخلافات السياسية والدينية وغيرها.

ودلل أجناتيوس على ذلك قائلا، إن سياسة الانقسام القبيحة المتبناة قديما ظهرت مجدداً فى مصر فى ثلاث مواجهات أساسية، الأولى عندما تعرضت مسيرة نسائية للمضايقات من قبل بعض المارة الرجال، والثانية عندما اصطدم المسيحيون الأقباط مع المسلمين فى أعقاب حرق كنيسة، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً، والثالثة عندما نبش المتظاهرون عن ملفات قوات الأمن المكروه، بحثا عما اقترفه النظام القديم من مساوئ، وربما بحثا عما فعله جيرانهم ومعارفهم.

ورأى الكاتب الأمريكى أن وجود ثقافة ديمقراطية يوفر منفذاً إيجابياً للتوترات التى لا يوجد مفر منها، فرفع شعار "سلمية" كان أحد أكثر الشعارات توحيدا فى التحرير، ولكنه بات الآن مطلوباً أكثر من أى وقت مضى، لاسيما فى عصر ما بعد حسنى مبارك. وأضاف الكاتب: "حركة التحرير صنعتها مجموعات متفرقة من الاشتراكيين والرأسماليين، الرجال والنساء، المسلمين والمسيحيين، لأنهم وجدوا لغة مشتركة، أتمنى ألا ينسوا هذا".

ومضى الكاتب يقول: إن الخطر يكمن فى تحول الديمقراطية الوليدة إلى خلاف فوضوى، يتبعه تجدد أعمال القمع، وهى عملية شائعة للغاية فى تاريخ ما بعد الثورة، فمثالية الثورة الفرنسية فتحت الباب أمام إراقة دماء لجنة السلامة العامة، التى فى المقابل شنت حملة مضادة عرفت باسم "ثيرميدور"، وأكد أن الديمقراطيين الشباب فى مصر وتونس وليبيا سيتجنبون هذه الدورة المأساوية فقط إذا تبنى نهج التسامح.

وأضاف قائلا: "دعونا نأخذ مثال المؤسسات الأمنية فى مصر "الجديدة"، فقوات الشرطة أصبحت العدو بالنسبة لمتظاهرى التحرير، ولا يزال هناك الكثير من الغضب المكبوت حيال دولة مبارك القمعية، ولكن المصريون يريدون كذلك القانون والنظام، كما سيحتاجون قوات شرطة حديثة فعالة لا تعكف على مضايقة وتعذيب الناس، وسيحتاجون كذلك جهاز مخابرات فعال لتحقيق هذه الغاية.

وتساءل أجناتيوس عن كيفية مساعدة العرب على بناء خدمات أمنية حديثة، وقال: إن الولايات المتحدة بعد سقوط "الشيوعية" ساعدت دول أوروبا الشرقية على بناء المؤسسات، مع وجود القوانين المناسبة والرؤية البعيدة. غير أن أمريكا الآن لم تعد الدولة المناسبة للمساعدة فى بناء الخدمات الأمنية لمصر (فهى كانت منخرطة بشكل كبير فى شرور النظام السابق)، ولكن ماذا عن بولندا، وجمهورية التشيك، والدول الأخرى التى أسست جهازها الأمنى والاستخباراتى على نموذج ديمقراطى!.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة