هانى عجيبة يكتب: تحية لشهداء ثورة الحرية

مصر بلد عظيم مفعم بالثراء الحضارى وشكل هذا الثراء شخصية الإنسان المصرى الذى ظل يحمل فى أعماقه عبقرية مصر الحضارة والتاريخ.

ونتيجة لما تعرض له المصريون عبر آلاف السنين من ظلم واستبداد الحكام أصبح الشعب المصرى يئن من الجوع والفقر والمرض والبطالة ويكافحون لمجرد البقاء على قيد الحياة فاستنفد ذلك طاقتهم وفقدوا الإيمان بقدرتهم على التغيير المنشود – وأصبحوا يخضعون لبطش للحكام يخشون الثورة عليهم.

وأصبح السؤال يفرض نفسه متى يثور المصريون ضد الظلم والفقر والاستبداد؟
إن المتأمل للتاريخ المصرى عبر عصوره المختلفة يلاحظ أن الشعب المصرى مسالم بطبيعة الحال يبحث دائما عن الحلول الوسط التى تقيه شرور عدم الاستقرار- قد يصبر طويلا ولكن عندما تنفد محاولاته السلمية للإصلاح ينهض منتفضا من ثباته العميق حينما تكون الثورة هى ملاذه الأخير - متمردا على الظلم والقهر مفجرا طاقاته الكامنة بداخله مستلهما الروح المصرية الخلاقة التى لا تموت والمستمدة من حضارة وتاريخ مصر العظيمة.

وهنا تكون ثورة المصريين غضب الحليم الذى صبر طويلا بعد فترة طويلة من السكون.

إن الصراع بكل أنواعه صراع إرادات ولقد أثبتت التجارب أن إرادة الشعوب هى الأقوى وهى المنتصرة دائما.

ويتبين بوضوح أن أزمة مصر لا ترجع إلى عيوب فى طبيعة المصريين أو سلوكهم وإنما إلى سياسات فاشلة من نظام فاسد وحكومات رجعية قابعة على صدر مصر بالقمع والتزوير.

العالم كان ينظر إلى الشعب المصرى قبل ثورة 25 يناير الماضى نظرة الخاضع الذليل المشغول بلقمة العيش.

أما الآن العالم يقف احترامًا وإجلالا لشعب مصر العظيم بعدما سطروا أروع ملحمة بدمائهم الطاهرة. فلا جديد فى ذلك فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة فهم أعظم شعوب الأرض.

فتحية لشهداء ثورة الحرية الذين سالت دماؤهم الذكية فى حب مصر.