سارة علام

بأى ذنب هدمت؟

السبت، 12 مارس 2011 08:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"حقك علينا" يا أمن الدولة لأننا ظلمناك حين اعتقدنا أنك السبب الوحيد للفتنة الطائفية، وأنت لم تكونى سوى مجرد شرارة تشعل الأحداث بينما النار كامنة فى النفوس، "حقك علينا" لأننا حملناك ذنب هدم كنيسة أطفيح وحرق أقباط الكشح وكرمناك حين قلنا إنك السبب فى كل ذلك، بينما نحن معك مشتركون.

حقك علينا يا عيد "شماس كنيسة أطفيح" لأنك تحملت بلا ذنب خطايا أنظمة عاهرة وإعلام رخيص ومؤسسات دينية خائبة ونخبة متآمرة خلقوا جميعا مسلمين بلا إسلام ومصريين بلا مصر وبشرا بلا إنسانية صم بكم عمى لا يفقهون.

حقك على لأنى كنت أظن أن دور الصحافة أعمق من ذلك وأقوى من ذلك وأهم من ذلك، ولكن مشهد أنقاض كنيستك حملنى ما لا أطيق وشعرت للمرة الأولى أن كل ما نكتبه ونقرأه ضجيج بلا طحن وأنت تسكن وسط هؤلاء الذين حرموك حقك فى الصلاة، وفهمت للمرة الأولى أن الصحافة تدور فى حلقة مفرغة فهى تكتب للمتعلمين ويقرأها المثقفون ويحررها الفاهمون أيضا، بينما يبقى جيرانك لا يقرأون ولا يكتبون، يدورون معصوبى العينين فى سواقى الجهل بقريتهم التى نسيناها جميعا ولم نتذكر منها سوى خبر الفتنة يتصدر مانشتات صحف الصباح ويسرق براءة الثورة وأحلام مصر الجديدة.
حقك علينا يا عيد، لأن العمل بالصحافة أرهقنى ومنعنى من أن آتى إليك وجيرانك لأرى فاجعة فقركم وجهلكم وبعدكم عن الحياة وانسحابكم منها فبأى ذنب أحاسبكم؟، هل أشنق كل من تسبب فى تسريبكم من المدارس؟، أم أعلق فى سقف السماء من دفعكم للجهل خوفا من الموت جوعا؟، أم أطلق الرصاص على المؤسسات الدينية التى فشلت هى الأخرى فى إفهامهم أن التعدى على مقدساتكم تعد على الإسلام وإنسانيته؟ وجاءت اليوم لتقول لكم ذلك بعد فوات الأوان.
حقهم عليك يا مصر، لأن أرضك صمتت حين كان عليها أن تتكلم، ولم تقل لمسلمى أطفيح إن الأقباط جاءوا إليك قبلهم وإننا معا سنبنى كنائسك حجرا حجرا كما بنيت المساجد زمرا.
حقك على يا دكتور "عمرو خالد" لأن ما شاهدته أمامك ما هو إلا نسخة مكررة من إفطار الوحدة الوطنية الذى يجمع البابا شنودة وشيخ الأزهر، بينما تبقى النفوس ملتهبة إن لم نعالجها ببلسم العلم والحكمة، وعلينا وعليك الكثير.
أما الكنيسة، فإذا سئلت بأى ذنب هدمت؟، ستصمت وتفقأ بأصابعها أعين كل الذين تسببوا فى هدمها بالجهل أو التقصير أو التجاهل أو الفقر، وستبنى مرة أخرى وستصمت أيضا لأن المسيح علمها التسامح ولم يعلمها النسيان.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة