على صفحتها الرئيسية، تنشر صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً عن سعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى تبنى منهج البراجماتية إزاء القضايا والأحداث التى يشهدها الشرق الأوسط. وتقول الصحيفة إنه فى أزمات الشرق الأوسط، كما فى قضايا أخرى، يوجد اثنان باراك أوباما، الأول ذلك الشخصية التاريخية التحولية، والثانى هو الرئيس الأمريكى البراجماتى.
فبعد ثلاثة أشهر من إشعال بائع الفاكهة التونسى (محمد بو عزيزى) النار فى نفسه وإشعال عاصفة سياسية فى العالم العربى، فإن الرئيس يلعب بالورقة الرابحة.
فمع انتشار الاحتجاجات المعادية للحكومة من شمال أفريقيا إلى منطقة الخليح الاستراتتيجية الغنية بالنفط، فإن الرئيس أوباما يتبنى سياسة ضبط النفس. وخلص إلى أن إدارته يجب أن تشكل رد فعلها إزاء كل دولة على حدة كما يقول مساعدو الرئيس، معترفا بالحقيقة الصارخة بأن مصالح الأمن القومى الأمريكى ثقيلة مثلها مثل الدوافع المثالية. ولعل هذا ما يفسر تهدئة أوباما من لهجة دعمه للمتظاهرين فى القاهرة إلى دعوة للاحتجاج السلمى واحترام الحقوق العالمية فى كل مكان.
وهذا التأكيد على البراجماتية وتغليبها على المثالية قد جعل أوباما، كما تقول الصحيفة، عرضة لانتقادات بأنه يخسر معركة عقول وقلوب المحتجين فى الشوارع العربية. والبعض يقول إن أوباما فشل فى ربط الولايات المتحدة بالتعيير التاريخى الذى يحدث فى الشرق الأوسط بنفس الطريقة التى خلد بها رونالد ريجان اسمه فى كتب التاريخ بإنهائه للحرب الباردة بدعوته الشهيرة إلى هدم جدار برلين.
وتنقل الصحيفة عن بنجامين رودز، نائب مستشار الأمن القومى الذى كتب خطاب أوباما الشهير للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة فى عام 2009، إن الأمر مغر. فربما يكون من السهل الخروج يوما بعد يوم ببيانات شافية تجعلنا نشعر بإحساس طيب. لكن فى النهاية، فإن الأكثر أهمية هو تحقيق نتائج تنسجم مع القيم الأمريكية، لأن ما لم يحدث ذلك، فإن تلك البيانات سرعان ما يطويها النسيان.
نيويورك تايمز: أوباما يغلب البراجماتية فى قضايا الشرق الأوسط
الجمعة، 11 مارس 2011 11:44 ص