اختزل الشعب المصرى فكرة التوريث فى الرئيس ونجله وحارب فكرة التوريث حتى تحقق له ذلك. ولكن هل سأل كل مصرى نفسه، فى الفترة من بداية الثورة وحتى الآن هل انتهى التوريث؟ هل سأل كل متظاهر والده يسعى لتعيينه فى المصنع أو الهيئة التى يعمل بها إن كان التوريث قد انتهى بقيام الثورة.
كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء الذين يعملون بإدارة الموارد البشرية بأحد البنوك الحكومية المهلهلة إداريا وروى لى قصة عكست واقع التوريث الأنانى لكل المصريين وهو أن أحد العاملين أخذ فى التحدث بصوت عال قائلا لماذا لم يتم تعين نجلى أنا قدمت طلب تعيين فى ديسمبر 2010 ولم يتم تعيينه حتى الآن أنا خدمت البنك 38 سنة ومن حقى أنى أعينه، وذلك إمعانا منه فى تأصيل فكرة التوريث والأنانية فإن بعض العاملين الذين حصلوا على معاش مبكر قبل الثورة بسنوات يريدون العودة للعمل هم أيضا بدعوى أن الحكومة "استغفلتهم" ويريدون العودة بنفس المميزات. إنها نظرية أنا والطوفان التى يزاولها كل مصرى الآن. ولا أعلم إلى أين نحن ذاهبون.
فكرة التوريث لا تزال مدعومة بأنانية أصبحت جزءاً من الشخصية المصرية تمثل عائقاً فى تحقيق أى مكاسب والمظاهرات الفئوية تثبت ذلك وللأسف فالعلاج ليس بسهل أو يمكن إدارجه فى الوقت القريب.
جمال مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة