لا أعلم كيف نفكر، لا أعرف كيف نسير أعملنا لفترة صغيرة ونفشل بهذا الشكل، هل نحن من قمنا بهذه الثورة والتى أشاد بها العالم أجمع؟ هل هذا ما كنا نحلم به من مستقبل مشرق؟ الآن نحن نتفنن فى هدم ما أنجزناه وأخذ البعض يحذر من الثورة المضادة وما تريده من تدمير لما وصلنا إليه، إذا كنت عزيزى القارئ أحد هؤلاء المؤيدين لفكرة وجود ثورة مضادة أو معارض لها أود أن أقول لك إننا الآن من نصنع ثورة - بأنفسنا - مضادة لثورة التحرير التى قمنا بها!
أرجو أن تستمع لوجهة نظرى حتى نهاية المقالة ولا تتعجل بوصفى بأى صفة تريدها، بعد مرحلة المطالب الفئوية والتى طالب الجميع بتوقفها الآن نحن أمام حرب طائفية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وخطورة والتى إن استمرت لن يستطيع أحد إخمادها وسوف تأتى على الأخضر واليابس.
■ أخطأ بعض المسلمين بهدم الكنيسة بقرية أطفيح فمهما كان المبرر والذى هو علاقة شاب مسيحى وفتاة مسلمة فوجد البعض فى ذلك مبرراً لهدم بيت من بيوت الله، وهو دار عبادة سواء اتفقنا أو اختلفنا وكانت هذه بمثابة الشرارة التى أشعلت الحرب الأهلية الآن وخرج المسيحيون ثائرون يطالبون بمحاسبة المخطئين وإعادة بناء الكنيسة من جديد وهذا من حقهم ولكن كان الخطأ فى قطع الطريق والتعدى على الأبرياء على الطريق، وهكذا يكون قد أخطأ الطرفان الأول بهدم الكنيسة والثانى بقطع الطريق على الأبرياء.
■ وفى الوقت ذاته خرج بعض السلفيين يطالبون بظهور كاميليا شحاتة وكلنا نعلم كل التفاصيل الخاصة بهذا الموضوع وظلوا معتصمين حتى اجتمع بهم السيد عصام شرف ووعدهم بعمل اللازم وهنا قد أخطأ هؤلاء فى اختيار التوقيت لعرض هذا المطلب فى هذا التوقيت الحساس، ولكن أخطأ من قبلهم بعض المسيحيين فى عدم ظهور كاميليا حتى الآن فمن حق الطرف الآخر أن يعرف ما إذا كانت مسلمة أم لا.
أعلم أن كثيرين لن يقبلوا وجهة نظرى من الطرفين، لأنه يرى أنه لم يخطئ ولكن بالله على كل عاقل يقرأ هذا الموضوع هل هذا وقت نتحدث فيه عن هذه المشاكل؟ هل هذا وقت التعصب الطائفى فللمسيحيين حق فى بناء الكنيسة التى هدمت بأطفيح ومن حق المسلمين أن يعرفوا ديانة كاميليا الحالية، ولكن بدل أن نهتم بالمصلحة العامة ومستقبل البلد نسعى لهدم كل ما هو جميل وكأن قدرنا أن نظل دائماً فى المؤخرة ولا نتقدم أبداً وهذا بفضل أخطائنا الساذجة!
ولكن إن استمرت الأحداث هكذا فلن تكون الثورة فى خطر ولن يقتصر الخطر على احد بعينه بل مصر كلها، وبالتالى يجب علينا حينها أن نعترف جميعاً بفشل الثورة التى قمنا بها وإننا من أشاد العالم بنا وبثورتنا السلمية قد فشلنا فى إدراك الموقف واستكمال طريقنا!
وما أطلبه الآن أن نهدأ وننحى مشاكلنا جانباً وكما أتمنى من الجيش – واعترف أننا أثقلنا عليه – أن يعاقب كل من تسبب فيما نحن فيه الآن، وأرجوكم لا تمزقوا صورة الصليب والمصحف معاً فى التحرير من أجل مصلحة البلد وإذا كانت مصلحة البلد لا تفرق معكم، فمن أجل مصلحة أبنائنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة